قَالَ: وقتل الهُذيل بْن عِمْرَانَ البُرجمي، وقتل ابْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَمُرة، وقتل غالب بن عبد الله الجهضمي، وعمرو بْن عتبة بْن أَبِي سُفْيَان، وأتي بعمرو بْن عصام الضُّبَعي فقتله.

المدائني عن عَبْد اللَّه بْن فائد قَالَ: كَانَ طلحة بْن مصرّف يحض النَّاس يَوْم دير الجماجم، ويقول: ما خرجنا عَلَى الحجاج حتَّى خفنا اللَّه فِي ترك ذَلِكَ فظننا أَنَّهُ لا يسعنا الرضا بِهِ.

ودعا الحجاج بالهلقام بْن نعيم فَقَالَ: لعنك اللَّه يَا حجاج إن فاتك هَذَا المزوني [1] فَقَالَ: ما أنت وذاك وقتله، ثُمَّ قَالَ: صدق، اتخذني جزارًا لقومي، ودافع عن قومه.

المدائني عن عامر بْن حَفْص قَالَ: شهد معرور بْن سويد الزاوية مَعَ ابْنُ الأشعث، فرأى رجلًا قَدْ تقدم أمام الصف فردَّه وقَالَ: إنك تغرر بنفسك فأقم مَعَ أصحابك وقاتل فإن عمرًا قَالَ: لأن أموت على فراشي أحب إلى من أن أموت وراء الكتيبة مغرَّرًا.

الْمَدَائِنِيّ عَن سحيم بْن حَفْص قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى يقاتل بدير الجماجم ويقول: يا مَعْشَر القُرَّاء إن الفرار قبيح، وهو منكم أقبح مِنْهُ من غيركم، قاتلوهم صابرين محتسبين، فإن عليًا رفع اللَّه درجته قَالَ: من رَأَى عدوانًا يُعمل بِهِ ومنكرًا يُدعى إِلَيْه فأنكره بقلبه فقد برئ منه، وإن أنكره بلسانه فقد برئ وهو أعظم درجة، ومن أنكره بسيفه فذلك الذي أصاب سبيل الهدى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015