بلغني أن الشَّعْبِيّ قَالَ: كَانَ أكثم بْن صيفي التميمي يَقُولُ: عليكم بالرفق والأناة فإنهما قائدان إلى الدرك والظَّفَر، وإياكم والعجلة والخرق فإنهما سبب للفوت والحرمان. وقَالَ أكثم لرجل أراد التزويج: عليك بالتثبت فِي أمرك فإلى أن يتزوج العاقل قَدْ وُلد الأحمق، وهو أول من قالها.

وقال الأثرم عن الأصمعي قَالَ أكثم: لكل شيء بذرًا، وبذر العداوة المزاح، والمزاح حمقة تُورث ضغينة.

وحدَّثني ابْنُ الأعرابي أن هَذَا الكلام عن الأسود بْن كراع العكلي.

وحدَّثني ابْنُ الأعرابي عن المفضل قَالَ: قَالَ أكثم بْن صيفي: المزاح دائم الجماح، ورُبَّ مَزْح أدنى أجلًا. أَرِنِي مازحًا أرك جادًّا.

وقَالَ أكثم: من وثق بمحضرك فقد ائتمنك، وكفى بمبلّغ السوء مُسمعًا.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أبي مُجْنب الأعرابي عن أكثم أَنَّهُ قَالَ: سِرُّك دمك فلا تَضَعه إلا عند ثقتك، ولأن تكتمه إياه خير لَكَ.

وحدَّثني ابْنُ الأعرابي عن سَعِيد بْن سلم قَالَ: بلغني عن أكثم بْن صيفي أَنَّهُ قَالَ: لا يَعْدُوَنَّ سرُّكَ صدرَك فإن لكل نصيح نصيحًا، وقلما اشترك فِي السر اثنان إلا فشى. وقَالَ أكثم: الأحمق لا يحجو سرًا.

حَدَّثَنِي أَبُو عدنان عن أَبِي عبيدة قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرو: بلغني عن أكثم بْن صيفي أَنَّهُ قَالَ لابنه: لا تتكلمن فيما جهلت، ولا تَعْجل فِي الكلام بما علمتَ فتُذلَّ نفسك، فإنَّ من إكرام المرء نفسه ألا يتكلم إلا بما أحاط بِهِ علمه.

وحدثني عبد الله بن صالح عن أبي زُبيد عن ابْنُ شبرمه قَالَ: قَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015