وحدَّثني ابْنُ الأعرابي عن المفضل أن أكثم بْن صيفي كَانَ يَقُولُ:
ما أُحبُّ أن أُكْفَى أمر الدنيا كُلِّه، قيل: ولم ذَلِكَ يا أبا حَيدة؟ قَالَ: لأني أخاف عادة العجز.
وقَالَ أكثم: لا تُؤاخِينَّ خَبًّا. ولا تَسْتَشيرنَّ عاجزًا. ولا تَسْتَعينَنَّ كسلًا، ويروى ذَلِكَ عن بعض العجم ويروى عن الأحنف أيضًا.
وقَالَ أكثم: أَشْبَهَ قَريْن قَريْنَهُ.
وقَالَ: طول العشرة تبدل الأخلاق.
وقَالَ: قَدْ يبلغ القَطُوف [1] الوساع، ويبلغ الخضم [2] بالقضم.
ويروى عن أكثم أَنَّهُ قَالَ: يا بني أُسيد أكثروا التشاور، فَقَلَّمَا يَسْعَدُ برأيه مُسْتَبد، وروى ذَلِكَ رَجُل عن جَعْفَر بْن عَمْرو بْن حُرَيْث، وليس هُوَ عَنْهُ بثبت.
وقَالَ أكثم: أول الحزم المشورة.
حَدَّثَنِي ابْنُ الأعرابي وعباس بْن هشام عن أَبِيهِ قالا: قَالَ أكثم لابنه:
إياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى أَفَنْ، وتجربتهن إلى وَهَنْ، ولا تملك امْرَأَة أمرها ما جاوز نفسها.
وقَالَ أكثم: المشورة مفتاح الرأي.
وقَالَ أكثم لابنه: لا تُماريَنَّ شريفًا، ولا تُجارينَّ لجوجًا، ولا تعاشرنَّ ظالمًا، واعلم أن ترك المراء من الحياء.
وحدَّثني عَبَّاس بْن هشام الكلبي عن أبيه عن شرقي بن القطامي قال: