أكثم بن صيفي: من من أراد نفسه عَلَى أكثر مما عنده من نطق وعلم أفتضح.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حبيب عن ابْنُ الأعرابي قَالَ: قَالَ عامر بْن الظرب العدواني، وَيُقَال أكثم بْن صيفي:
أرى شعرات عَلَى حاجبيّ ... بيضًا نبتن عَلَيْهِ تؤاما
أظلّ أهاهي بهنّ الكلا ... ب أحسبهن صوارا [1] قياما
وأحسب أنفي إذا ما مشيت ... شخصًا أمامي رآني فغاما [2]
وحدَّثني عُمَر بْن بكير عن ابْنُ الكلبي أن أكثم بْن صيفي قَالَ لقومه:
عاشروا النَّاس معاشرة جميلة فإن غبتم حنوا إليكم، وإن متمُّ بكوا عليكم.
وقَالَ أكثم: أَدْوَأُ الداء اللسان البذيء، والخلق الدنيء.
وكان أكثم يَقُولُ: ظاهر العتاب خير من باطن الحقد. وضربة الوادّ خير من تحية الشانئ.
وقَالَ أكثم: ليس النوال بَعْوضٍ من السؤال، والحرمان خير من ندى الفخُور المانّ.
وقَالَ أكثم: من مدحك بما لم تفعله بهتك بما لم تأته.
وقَالَ: شر الرجال المخادع المَلَّاق، وشر النساء الطامحة المعشاق.
وكان أكثم يَقُولُ: أخوك من صدقك.
وقال: إِذَا جاورك الجاهل آذاك، وإذا ناسبك جنى عليك، وإذا عاشرك أَمَلَّكَ وأَنْصَبَكَ.
وقَالَ: أخوك من أهمَّه هَمَّك وشاركك فيما نابك.