وقال الجحشي: توفي بعدها بسنة.
وكان جحش شار رجلا فقال: والله لأحالفن أعز أهل مكة ولأتزوجن إلى أكرم أهلها وأشرفهم، فحالف حربا، وتزوج أميمة بنت عبد المطلب.
وأمه أميمة، كانت عنده أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأسلم وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم تنصر بها وهلك على النصرانية، وقد ذكرنا خبره، وخبر أم حبيبة.
فقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله، وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «قتل خالك حمزة فاسترجعت، وقال: قتل أخوك فاسترجعت، فقال: قتل زوجك مصعب فشقت جيبها فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إن الزوج ليقع من المرأة موقعا لا يقعه شيء» .] وكانت فيمن تكلم في عائشة مع أهل الأفك فحدت.
كانت له صحبة، وكان يكنى أبا وهب، وكان نحيفا طوالا أجنأ، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي المرة الثانية، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن خولي، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى جمع من هوازن بالسي [2] ، فأغار عليهم، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابه إلى الحارث بن أبي شمر بغوطة دمشق، وأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته فقال: [ «صدق شجاع» .] وشهد بدرا وأحدا