حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَجُلا سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ يَقُولُ قَبْلَ أُحُدٍ بِيَوْمٍ: «اللَّهُمَّ إِنَّا لاقُوا هَؤُلاءِ غَدًا، فَأُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ يَقْتُلُونِي وَيَبْقُرُوا بَطْنِي، وَيَجْدَعُونِي فَإِذَا قُلْتَ لِي: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: فِيكَ» . فَلَمَّا الْتَقَوْا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ [1] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ الَّذِي قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْن الأَخْنَسِ بْن شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ.
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ رَجُلا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا الْقَصِيرِ، كَثِيرَ الشَّعَرِ، وَوَلِيَ تَرِكَتَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَى لابْنِهِ مَالا بِخَيْبَرَ.
رحمه الله تعالى، وأمه أميمة، ويكنى أبا أحمد، وقد اختلف في هجرته إلى الحبشة فقيل هاجر في المرة الثانية، وقيل لم يهاجر إليها قط ولم يختلفوا في هجرته من مكة إلى المدينة، وكان مكفوفا يطوف مكة أعلاها وأسفلها بلا قائد، وكان شاعرا وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية فكان يقول كثيرا:
يا حبذا مكة من واد ... أرض بها أهلي وعوادي
إني بها ترسخ أوتادي ... إني بها أمشي بلا هادي
وبقي أبو أحمد حتى توفيت أخته زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سنة عشرين، ومات بعدها بقليل.