وعرفطة بْن رجاء اليشكري، فحصروا الخوارج حَتَّى نزلوا عَلَى حكم عمر فقتل الموالي واستحيى العرب.
وَكَانَ عَلَى خيل أَبِي فديك عَبْد اللَّهِ بْن صباح الزماني، فلما طلب الأمان كلم قوم من بني حنيفة عمر وقالوا إنا قد آمناه. فَقَالَ: لا ولا نعمة عين، وأرسل إِلَيْهِ فحبسه فهرب من السجن فلقي أعرابيا مَعَهُ بعيران فَقَالَ: أتكريني إِلَى اليمامة؟ فَقَالَ: نعم بكذا وكذا. فَقَالَ عَبْد اللَّهِ: بل أضعفه لك عَلَى أن ترفق بي فِي السير. قَالَ: ذاك إليك، فحمله.
وطلبه عمر بْن عبيد اللَّه بْن معمر، وبلغ الأعرابي أن عمر يطلب ابْن صباح الزماني، فلما سار بقية يومه قَالَ للأعرابي: أتدري من أنا؟. قَالَ:
لا. قَالَ: أنا عَبْد اللَّهِ بْن صباح الزماني هربت من السجن وعمر يطلبني وإن يأخذني هلكت وذهب بعيرك فأنت أعلم.
قَالَ: غررتني. قَالَ: أتراني أضعفت لك كراءك وأنا آمن. فطرد بِهِ شلا حَتَّى قدم اليمامة، ثُمَّ أتى البصرة فاستجار بعامر بْن مسمع فأخذ لَهُ عامر بْن مسمع الأمان من خالد، فكان يغدو إِلَى خالد.
وتزوج ابْن صباح ابنة عطية بْن الأسود، فأقام بالبصرة حَتَّى قدم الحجاج بْن يوسف فدخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: من أنت؟. فَقَالَ: رجل من ربيعة. قَالَ: هات نسبا أقرب من هذا. قَالَ: من بني بكر بْن وائل.
قَالَ: من أيهم؟. قَالَ: من بني مازن. قَالَ: فمن أنت؟ قَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن صباح. قَالَ: صاحب خيل أَبِي فديك؟. قَالَ: نعم. قَالَ: لئن تغيبت عني لأقطعن يدك ورجلك، ولأضربن عنقك.