فخاف وهرب إِلَى اليمامة فكان فِي أصحاب إِبْرَاهِيم بْن عربي، وأظهر التوبة من رأي الخوارج، فرأى يوما رءوسا تشيط فغشي عَلَيْهِ، فعلم أنه عَلَى رأيهم.

قالوا: وقدم المنهزمة من أصحاب أَبِي فديك إِلَى البصرة، فكان أول من دخلها منهم عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن أَبِي العاص الثقفي، ثُمَّ تتابعوا فسر ذَلِكَ خالد بْن عَبْد اللَّهِ، ودعا بسرير لَهُ فجلس عَلَيْهِ وأعلم النَّاس أن عمر قد انهزم، وأرسل إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عمير الليثي وَكَانَ قد انهزم عَن بعض الخوارج فبشره بانهزام عمر، فأعتق كل مملوك لَهُ.

وبعث خالد يوم جاء خبر هزيمتهم رسولا إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن عبيد اللَّه بْن معمر فأخبره بأن أخاه قد انهزم فَقَالَ: إنا لله وإنا إِلَيْهِ راجعون، إني لأنتظر من اللَّه إحدى الحسنيين الشهادة أو الظفر، فأما الهزيمة فلا أخافها عَلَيْهِ لا سيما ومعه ابنة عمه.

ودخل المهلب عَلَى خالد فَقَالَ لَهُ: يَا أبا سعيد مَا عندك من خبر أَبِي حفص؟. فَقَالَ: عندي أن أبا فديك قد قتل ورأسه يأتيك. قَالَ:

وما علمك؟ قَالَ: وجهت مَعَ المغيرة ابني غلامين فقلت: إن ظفر عمر فوجه إلي فلانا، وإن ظفر أَبُو فديك فوجه فلانا، ولا ترسل واحدا منهما حَتَّى يتبين لك الظفر. فبعث بالذي أمرته أن يرسله إذا ظفر عمر. قَالَ: مَا أتاك الغلام إلا منهزما. قَالَ: مَا بِذَلِكَ أخبرني.

قالوا: فإنه ليحدث إذ دخل رسول عمر بْن عبيد اللَّه برأس أَبِي فديك فألقاه بين يديه فَقَالَ: ويحك كيف كَانَ الأمر؟ قَالَ: انهزم النَّاس وصبر عمر وعباد ونفير يسير معهما ساعة ثُمَّ كر أَهْل الحفاظ فقاتلوا الخوارج فقتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015