قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إن من الإماء ذوات شرف فيمن هن منه، وليس أولئك عنى، وقد يشتري الرجل الجارية فيعتقها ويحصنها فتكون كالحرة، وإنما عنى جمهور الإماء اللواتي لا مواضع لهن ولا هيئات.
أخبرني عَبَّاس بْن هِشَام الْكَلْبِيّ عَن أبيه قَالَ: سقى عَبْد الْمَلِكِ رجلا من كلب شرابا يَزِيد فِي الباه، ثُمَّ انصرف من عنده فأصابه شبق شديد، فلم يصل إِلَى منزله حَتَّى أتبعه بجارية وَقَالَ لرسوله: قل لَهُ: إنا سقيناك شرابا تحتاج مَعَهُ إِلَى مَا بعثنا بِهِ إليك، وقد كفيت أشتراءها [1] فدونكها.
الْمَدَائِنِيّ عَن بكر بْن حبيب السهمي قَالَ: ولد لعَبْد الْمَلِكِ ابْن فَقَالَ لَهُ روح بْن زنباع: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسقه لبن الإبل، فاشترى عَبْد الْمَلِكِ لظئر الصبي لقحة، فكانت تحلب وتشرب الظئر لبنها وَقَالَ الحالب: كيف أحلبها أخنفا، أم مصرا، أم فطرا، والخنف ضم اليد عَلَى الضرع، والفطر أن يحلب كما يعقد ثلاثين والمصر بأطراف الأصابع؟ فَقَالَ بل أحلبها مصرا، ويقال الخنف باليد كلها والفطر أن يحلب يعقد ثلاثين، والمصر أن لا يقبض عَلَى الضرع.
حَدَّثَنِي عباس بْن هِشَام الْكَلْبِيّ عَن عوانة قَالَ: توفي أمية بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن أسيد بالصنبرة من الأردن، ومات خالد بْن يَزِيدَ بْن مُعَاوِيَةَ، وروح بْن زنباع فِي عام واحد، فكان يسمى عام الملوك، فأرسل عَبْد الملك فأحصى أضياف أمية، فوجدهم خمسمائة فوصلهم عبد الملك.