قالوا: أقام عبيد اللَّه بْن بشير بْن الماحوز بالأهواز بعد مقتل مسلم وأصحابه ثلاثة أشهر، وهاب النَّاس بالخوارج وكره ببة القتال، فلزم منزله فكتب أَهْل البصرة إِلَى ابْن الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ، فكتب إِلَى أنس بْن مالك فِي تولي الصلاة، فصلى أربعين يوما، ثُمَّ ولى ابْن الزُّبَيْرِ البصرة عمر بْن عبيد اللَّه بْن معمر، وكتب إِلَيْهِ بعهده عَلَيْهَا وَكَانَ يريد العمرة، فقلد خلافته عبيد اللَّه بْن عبيد اللَّه أخاه، وندب عمر بْن عبيد اللَّه لقتال الأزارقة وهم بالأهواز، أخاه عثمان، ويقال إن عبيد اللَّه ندبه وبلغ الخوارج ذَلِكَ فأقبلوا من الأهواز يريدون البصرة، فَقَالَ حارثة بْن بدر: مَا عذرنا عند أَهْل مصرنا إن وصل إليهم الخوارج ونحن دونهم إليهم، فأقبل من نهر تيرى، وَكَانَ بِهَا، فعبر دجيلا، وأقبل الخوارج فقاتلهم حَتَّى رجعوا إِلَى دولاب، وقدم عثمان بْن عبيد اللَّه بْن معمر فِي عشرة آلاف من أَهْل البصرة، فسار ومعه ابْن بدر إِلَى ابْن بشير بْن الماحوز. فلما التقى العسكران قَالَ عثمان لحارثة بْن بدر: أما الخوارج إلا من أتاني؟ فَقَالَ حارثة: حسبك هؤلاء، فَقَالَ: لا جرم لا أطعم