بحمائل سيفه فَقَالَ لَهُ: يَا مالك خل عَن سيف ابْن عمك، فَقَالَ مالك:
يَا نافع ألا تعيننا عَلَى أمرنا هذا؟ فَقَالَ: إني لا أرى القتال معكم.
وروي عَن الجارود بْن أَبِي سبرة قَالَ: خرج نافع إِلَى الأهواز فأقام وأصحابه سبعة أشهر لا يستعرضون النَّاس وسيرتهم حسنة، ثُمَّ استعرضوا وبسطوا، فقتل نافع فِي جمادى الآخرة سنة خمس وستين، فقام بأمر الخوارج عبيد اللَّه بْن بشير بْن الماحوز، وعلى أَهْل البصرة ربيع الأجذم.
الْمَدَائِنِيّ عَن هِشَام بْن قحذم قَالَ: خرج قوم من الأزارقة بموقوع [1] ، فقيل لببة: إن بموقوع خوارج، فَقَالَ: دعونا نمسي ونرى رأينا، فأرسل إليهم خيلا ليلا فالتقطوا.
قَالَ: ومات الأزرق أَبُو نافع، وَكَانَ رجلا سنيا صالحا، فقدم نافع من سفر لَهُ وقد مات أبوه فلم يصل عَلَيْهِ وَقَالَ: دونكم صاحبكم، فلما بلغ ابْن زياد ذَلِكَ أخذه فحبسه، فَقَالَ لرجل محبوس مَعَهُ: لأي شيء حبسك ابْن زياد؟ فَقَالَ أخذني بظنة الخوارج لعنهم اللَّه، فَقَالَ نافع: هذا الظالم المظلوم يحبسه ابْن زياد ويشتم الخوارج.
قَالَ: ولقي نافع امرأة عَلَى حمار لها، وذلك فِي أيام الطاعون فَقَالَ لها:
أين تريدين؟ قالت: أفر من الطاعون قَالَ: ويلك أتفرين من اللَّه عَلَى حمار؟!.
وَقَالَ سلامة الباهلي: قتلت نافعا فطالبتني بثأره امرأة كانت تدعوني إِلَى البراز ونحن نقاتل عبيد اللَّه بْن الماحوز.