يوسف بعد فقطع يديه ورجليه وصلبه، فطرق حرسه الخوارج ليلا فاستنزلوه، ولم يعرضوا للحرس حَتَّى مضوا بِهِ فدفنوه.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وهب بْن جرير عَن مُحَمَّد ابْن أَبِي عيينة قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَة بْن قرة قَالَ: خرجنا مَعَ ابْن عبيس ونحن نحو من عشرين ألفا، فقام ابْن عبيس خطيبا، فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاس إنا إنما خرجنا حسبة، فمن كَانَ منكم عَلَى مثل رأينا فلينهض معنا، ومن لا يك عَلَى مثل رأينا فليرجع عنا، فحصلنا فِي ألفين فسرنا حَتَّى لقيناهم بدستوا فاقتتلنا، فقتل منا خمسة أمراء، وكانت الحرورية خمسمائة، فلما أمسينا بقيت شرذمة نحو من ستين، وقتل ابْن الأزرق وابن عبيس، قَالَ: فقمنا وقاموا ينظرون إلينا وننظر إليهم مَا منا رجل يبسط يده للقتال من اللغوب، فَقَالَ النَّاس: أمسكوا عنهم حَتَّى يسود عليهم الليل، وَقَالَ بعضهم: لا نقتلهم عَلَى غرة، فاستقام رأيهم عَلَى تركهم حَتَّى يصبحوا.
قَالَ: وطرقهم مدد من اليمامة، وَكَانَ نافع يبقر النساء، ويقتل الصبيان.
وَقَالَ الْهَيْثَم بْن عَدِيٍّ عَنِ ابن عياش والمجالد ويونس بن أبي إسحق قَالُوا: قَالَ الشَّعْبِيُّ: خَافَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ نَافِعَ بن الأزرق وأصحابه حين جاؤوهم، فَقَرَّبُوا الإِبِلَ لِيَرْتَحِلُوا عَنْهَا، وَالْمُتَوَلِّي لأَمْرِ الْبَصْرَةِ إِذْ ذَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بَبَّةُ، وَذَلِكَ عِنْدَ هَرَبَ ابْنِ زِيَادٍ، وَكَانَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ كَتَبُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِارْتِضَائِهِمْ إِيَّاهُ، فَأَقَرَّهُ سَنَةً ثُمَّ عَزَلَهُ، وَكَانَ يكنى أبا مُحَمَّد، فعقد ببة لمسلم بْن عبيس، ووجه مَعَهُ القراء والمستبصرين فِي قتال الحرورية، فأتوا دولاب، فاقتتلوا فقتل مسلم وقتل نافع أيضا، فرأس أَهْل البصرة