وفي 27/ 9 / 1568 م عقد هرناندوا بن جهور الصغير، أحد قواد الثورة الذي كان "وزيرًا" في بلدة قديار بالبشرات، جمعًا في حي البيازين لقادة الثورة في بيت رجل شماع اسمه "عدلت"، حضره 26 ممثلاً عن المناطق الأندلسية المختلفة. فشرح لهم ضرورة بيعة سلطان الأندلس قبل إعلان الثورة ليجتمع الناس حوله، ورشح لهم ابن أخيه فراندو دي بالور وقرطبة، وكان هرناندوا وفراندو ينحدران من الأمويين، خلفاء قرطبة. كان فراندو في الثانية والعشرين من عمره، ذا شجاعة ورجاحة عقل، ولد في بلدة بالور بجبال البشرات وأصله من قرطبة. وكان يعمل ممثلاً في بلدية غرناطة. وكان متزوجًا من مسلمة اسمها برياندة بريز، وكانت هي ونساء المسلمين من أول وهلة يشاركن في تهيىء الثورة بكل كتمان وتشجيع. فبايعه الحاضرون، وحول اسمه إلى محمد بن أمية. ثم نهض وصلى بالحاضرين وأقسم أمامهم على القيام بالجهاد حتى النصر أو الاستشهاد. وعين السلطان محمد بن أمية عمه هرناندو ابن جهور الصغير قائدًا عامًّا للثورة. واتفق الحاضرون على إعلان الثورة يوم 1/ 1 / 1569 م، على النحو التالي: ينتظم الثوار في حي البيازين إلى ثلاث فرق عند ظهور إشارة محددة واضحة فوق مرتفع جبل قصر الحمراء، الأولى تحمل العلم الأحمر، والثانية العلم الأصفر، والثالثة العلم الأزرق. ومن جهة أخرى، يجتمع ألفان من الثوار لتسلق أسوار قصر الحمراء واحتلاله. يحتل حاملو العلم الأحمر باب فج اللوزة، ثم يتجهون من باب سري إلى المستشفى الملكي ويدخلون من باب البيرة لاحتلال محكمة التفتيش لسجن أعضائها وتحرير سجنائها. ويحتمل حاملو العلم الأصفر ساحة باب البنود ثم يتجهون إلى السجن لتحرير السجناء. ويأخذ حاملو العلم الأزرق طريقهم عبر مدخل وادي آش ونهر هدره، ويتجهون إلى مركز الرئيس ديسا لقتله. وتلتقي الفرق الثلاثة في ساحة باب الرملة. وحينئذٍ يتجه 8000 متطوع من أهل مرج غرناطة ووادي الإقليم للدخول إلى المدينة واحتلالها مرتدين ملابس الجند العثماني والمغربي للتمويه على النصارى وجعلهم يعتقدون قدوم الجنود العثمانيين والمغاربة. ويحتل قصر الحمراء ألفان من المنفيين برئاسة القائدين البرطال والناقص عن طريق وادي شنيل بعد تسلق أسوار الحمراء من ناحية جنة العريف. وهكذا وقع تخطيط الثورة وتحديد مسؤولية كل من حضر.