شواطىء الأندلس أثر إعلان الثورة، وأرسل مع المبعوثين المال والسلاح، ولحق بهم من الجزائر والمغرب بعض المتطوعة للجهاد. فشجعت ردود الفعل هذه منظمي الثورة وقوت عزيمتهم على القتال.
وفي نفس الوقت قام منظمو الثورة بالاتصال بمدن وقرى مملكتي غرناطة وبلنسية بتكتم شديد. وكان المورسكيون قد أسسوا جمعية خيرية صرح لها بجمع المال لبناء مستشفى خارج غرناطة للفقراء المرضى. ولم يكتمل بناء المستشفى، فاقترح منظمو الثورة على رئيس الجمعية أن يبعثوا تحت ستار جمعيته وفودًا لجمع المال تعمل في الحقيقة على تنظيم الثورة في المناطق المختلفة، وحصلوا على ترخيص بذلك من الرئيس ديسا. فذهب ثلاثة من زعماء المسلمين لهذه المهمة في وفد عمل على تقصي مستوى مساندة الأندلسيين للثورة بتكتم شديد. وقدروا عند رجوعهم عدد من يمكن أن ينضم إلى الثورة ب 45.000 رجل ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 45 سنة. وتبين أن جميع مناطق مملكة غرناطة القديمة تساند الثورة، لكن مسلمي مملكتي مرسية وبلنسية رفضوا المشاركة فيها لعدم ثقتهم بنجاحها ولدوام أملهم في تحرير العثمانيين لهم.
ورغم تستر منظمي الثورة الشديد، فقد أخذت الإشاعات تنطلق بقرب ثورة المسلمين. لكن لا الرئيس ديسا، رئيس الإدارة المدنية، ولا المركيز دي مندوجر، القائد العام للجيش، صدقا هذه الإشاعات. ولإبعاد الشك، أرسل منظمو الثورة ممثلاً عنهم إلى الرئيس ديسا يشتكي من هذه الإشاعات وادعى أنها كاذبة، واقترح باسم المورسكيين تقديم 300 رهينة عنوانًا على حسن نيتهم.
ثم اجتمع زعماء الثورة للمرة الثانية في البيازين ودرسوا ردود الوفود إلى الأندلس وإلى المغرب والجزائر. فقرر المجتمعون إعلان الثورة يوم الخميس المقدس (14/ 4 / 1568 م)، ووزعوا بينهم مسؤوليات إخبار المناطق الأندلسية المختلفة والمغرب والجزائر. ولم تسر الخطة حسب ما قرر لها، إذ قام أحدهم بتبليغ الرئيس ديسا في 5/ 4 / 1568 م، فاضطر المنظمون لتأجيل موعد إشعال الثورة. واعتقل ديسا عددًا من وجهاء المسلمين، وألغى تصاريح اقتناء الأسلحة، كما ذهب القائد العام إلى حي البيازين يأمر الناس بالهدوء والسكينة والحفاظ على الأمن. فطمأن بعد ذلك زعماء المسلمين الرئيس ديسا والماركيز دي مندوجر، ثم حددوا موعدًا آخر لإعلان الثورة الذي أجل مرة أخرى.