رجالاً ونساء وأطفالاً إن رفضوا التنصير. وكان الفتيل الذي أشعل الثورة في حي البيازين في 18/ 12 / 1499 م انتهاك شرطة سيسنيروس لحرمة إحدى المسلمات من حي البيازين التي اعتنق والدها الإسلام، فسيقت للسجن هي وأولادها. فتجمع المسلمون لحمايتها وقتلوا الشرطي وحرروا المرأة وهرب القسس. ثم انطلق المسلمون ينادون بالثورة للحفاظ على عقيدتهم، فاحتلوا أبراج البيازين وأقاموا المتاريس. وفي الليل هاجم الثوار قصر سيسنيروس قرب الحمراء فلم يكن فيه إذ فر قبل ذلك إلى الحمراء. ثم نظم الثوار أنفسهم وانتخبوا حكومة من أربعين ممثلاً.
فأرسلت الحكومة جيشًا لإخماد الثورة، ففضل رئيسه المفاوضة مع الثوار ووعدهم بالوعود المعسولة. وعنف الملكان الكاثوليكيان سيسنيروس على عدم لباقته، وتركا المفاوضة في يد دي طلبيرة، كاردينال غرناطة. فتعامل مع الثوار باللين، وقدم لهم زوجته وعائلته رهائن ضمانًا على حسن نيته، ووعدهم بقبول كل مطالبهم وعدم متابعتهم. فهدأ الثوار واستسلموا، وذلك عشرة أيام بعد بداية الثورة. وقد نقضت تلك الاتفاقات كلها بعد هدوء الثورة.
ورفض الاستسلام عدد من قواد الثورة، فهرب منهم قرابة 1500 رجل، وتحصنوا بقلعة قولجر بجبال البشرات حيث أعلنوا من جديد الثورة في شهر يناير عام 1500 م، وانتخبوا إبراهيم بن أمية رئيسًا لهم. وبدؤوا يقومون بحملات ضد الحاميات الإسبانية في مرج غرناطة. فانضم إليهم كثير من المجاهدين. فأرسل لهم الملكان الكاثوليكيان جيشًا تحت رئاسة القائد تانديلا بعد أن استولى الثوار على عدة حصون جبلية وأخرى شاطئية. فحاصر الجيش بلدة قولجر وقتل جميع من وجد بها من نساء وأطفال وشيوخ. ودافع الثوار قدر جهدهم، ولما استسلموا استرقوا جميعًا. ثم تحركت قوة إسبانية من 5000 رجل نحو عذرة وكاستل فيرو وبنيول التي بقيت تحت يد الثوار على شاطىء البحر.
فلم يفلح الجيش في إزاحتهم. ثم استولى الثوار على معظم قرى ومدن البشرات، من أندرش شرقًا إلى لانجرون غربًا. فتوجه الملك بجيش ضخم مكون من 80.000 راجل و 15.000 فارس، فمر من وادي الإقليم وحاصر مدينة لانجرون، ثم احتل قرى البشرات الأخرى إلى أن وصل إلى مدينة أندرش التي استبسلت استبسالاً منقطع النظير قبل أن تستسلم. وأخيرًا خمدت ثورة البشرات في أواخر فبراير عام 1500 م، بعد أن تعهد الملكان الكاثوليكيان باحترام بعض شروط معاهدة تسليم غرناطة.