المورسكيون، مما يوحي أن فرنسيي طرابلس هم أحفاد المورسكيين الذين رجعوا إلى الإسلام. كما انتقل عدد من فرنسيي منطقتي اللانكدوق والروسيون (منطقتي هجرة المورسكيين كذلك) إلى تونس وأعلنوا إسلامهم، منهم الرئيس شعبان دي مارتيغة ( Martigues) الذي ولد في سرينيان ( Serignan) سنة 1589 م، وانتقل إلى تونس سنة 1604 م حيث أعلن إسلامه، وقبض عليه النصارى في صقلية سنة 1619 م وحاكموه في محاكم التفتيش.
وفي غشت سنة 1668 م، قدم ثلاثة تجار من أصل أندلسي من بوردو إلى مرسيلية للإبحار إلى الجزائر، فقبضت السلطات على واحد منهم مع 18 من ذويه.
فأقر أن مورسكيي فرنسا (أكثرهم باللانكدوق غوايان والنورماندي) يخفون الإسلام ويتظاهرون بالنصرانية، وأن مئات منهم يهاجرون سنويًّا إلى شمال إفريقيا بأبنائهم ونسائهم. وقد اشتكى قناصلة فرنسا، خاصة في الجزائر وتونس وطرابلس، من هذه الهجرة الفرنسية والهروب من النصرانية. واكتشفت السلطات أن المورسكيين يتكلمون الفرنسية بطلاقة تامة ويكوّنون في فرنسا "نوعًا من الجمهورية" ويتزوجون بالفرنسيات ويدخلنهن الإسلام. فحاولت السلطات الفرنسية إرغامهم على التنصير، كما قبضت في شهر نوفمبر عام 1668 م على مورسكي آخر و 20 من ذويه، بما فيهم النساء والأطفال، حاولوا التوجه من فرنسا إلى بلاد الإسلام، فمنعتهم وشتتتهم في فرنسا.
وفي سنة 1677 م، خرج بدرو الباسكوني، وهو مورسكي من بوردو حيث ولد، من طرابلس إلى تافلالت ومراكش، واستقر في طنجة كصوفي مسلم. وفي سنة 1700 م، هرب بروتستنتيان من روان وليزيو إلى الجزائر واعتنقا الإسلام وتزوجا بمسلمتين، ومن المحتمل أنهما كذلك من أبناء الجالية المورسكية المستقرة في النورماندي. نرى إذن أن معظم الفرنسيين الذين هربوا إلى شمال إفريقيا في القرنين السابع والثامن عشر وأعلنوا إسلامهم، هم من أصول أندلسية أو من المناطق الفرنسية ذات السكن المورسكي. ويجوز التساؤل عن وجود ذكرى جماعية إسلامية في مناطق السكن المورسكي، خاصة أن كثير من معتنقي الإسلام المعاصرين في فرنسا، بما فيهم المفكر روجي كارودي، هم من تلك المناطق.
وبصفة عامة توجد في فرنسا اليوم عائلات كثيرة ذات أصول أندلسية واضحة ومعروفة منها: عائلة غراندي ( Grandet) وجعفري ( Jafari) وبسطي ( رضي الله عنهasti) وكيلس