والي أربونة، اتجهت من أربونة ففتحت مدينة آرلس ( صلى الله عليه وسلمrles) ثم سان رمي ثم أبنيون وضمتها لأراضي الأندلس، ثم تابعت الحملة مجرى نهر الدورانس شرقًا نحو جبال الألب، ورجعت الحملة بعد أربع سنوات إلى أربونة.
ثم استرجع الإفرنج الأراضي التي فتحها المسلمون في الأرض الكبيرة ابتداء من أبنيون، ثم أربونة سنة 751 م بعد 36 سنة من الوجود الإسلامي، ثم قرقشونة سنة 759 م بعد 44 سنة من الوجود الإسلامي. وبهذا انقضى الوجود الإسلامي الأندلسي المباشر الأول في فرنسا.
وفي سنة 236 هـ (850 م) أرسل عبد الرحمن الأوسط جيشًا بقيادة عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني في حملة تأديبية ضد الإفرنج وصلت إلى مدينة أربونة. ثم تتابعت حملات البحارة الأندلسيين على الشواطىء الفرنسية، ضد آرلس سنة 843 م و 850 م و 869 م، وضد نيس سنة 859 م و 880 م، ثم استوطنوا حول بلدة فراكسنتوم، قرب سان تروبيز بين نيس وتولون، بين سنتي 891 و 894 م، وتوسع الجيش الأندلسي إلى أن كوّن دويلة أندلسية بحرية امتدت على جبال الألب سنة 933 م، وتوسعت إلى أن ضمت أراضي فرنسية وإيطالية وسويسرية، ولم تقض عليها الحملات الصليبية المتواصلة إلا سنة 973 م بعد 82 سنة من تأسيسها.
ويعود التأثير الأندلسي في فرنسا إلى حقبة ما بعد سقوط غرناطة وطرد سنة 1609 م. وفي سنة 1019 هـ (1611 م) زار الشهاب الحجري فرنسا على رأس سفارة لسلطان المغرب، من ميناء آسفى، وتحدث عن وجود قاض للأندلسيين في المجلس الملكي الفرنسي، مركزه في سان جان دولوس (ببلاد الباسك الفرنسية)، يختاره الملك من بين النصارى ليقضي بين الأندلسيين في نزاعاتهم ولأخذ خمس أملاك أغنياءهم لصرفها على فقرائهم. وتبين الوثائق الفرنسية تفاصيل عن المورسكيين في فرنسا في القرن السابع عشر، منها رسائل حول موضوع إنجاز قرار برلمان إكس البروفانس بطرد اللاجئين المورسكيين تظهر أنه سمح لعدد كبير منهم بالإقامة حول تولون، جنوب فرنسا، وإعفائهم من الطرد بحجة أنهم نصارى مخلصين.
وتبرهن أحداث القرن السابع عشر أن معظم مروسكيي فرنسا بقوا مسلمين سرًّا. فمثلاً، كانت توجد ثلاث فئات بين الأوروبيين المسلمين ذو النفوذ في طرابلس الغرب في أواخر القرن: إيطالية، ويونانية، وفرنسية من منطقتي تولون ومرسيلية حيث استقر