ولا شك أن عددًا من الأندلسيين انتقلوا مع الجيوش الإسبانية إلى الفلبين وانضموا إلى المسلمين الذين يفتخرون إلى اليوم بتسمية "المورو"، ويسمون نفسهم "شعب المورو"، كما انتقل الأندلسيون مع البرتغاليين إلى سيلان (حيث يسمى المسلمون القدماء مورو إلى اليوم). وماليزيا وجزر أندونيسيا. وكل هذه الهجرات تستحق الدراسة.
أما الصين فقد انتقل إليها الأندلسيون قبل سقوط غرناطة وبعدها ولم تجر بعد على هذا الموضوع دراسة تذكر.
يعود الوجود الإسلامي الأندلسي في فرنسا، أقرب دول أوروبا لشبه الجزيرة الأندلسية، إلى الفتح الإسلامي. وكان الأندلسيون يسمون الأراضي الأوروبية وراء جبال البرت ( Pyrennees) بـ "الأرض الكبيرة". وقد أرسل المسلمون عدة حملات استكشافية إلى "الأرض الكبيرة"، الأولى سنة 714 م بقيادة طارق بن زياد، خرجت من طرطوشة فبرشلونة فأربونة ( Narbonne) إلى أبنيون ( صلى الله عليه وسلمvignon) على نهر الرودانة ( Rhones) ، وتابعت مجرى النهر إلى حصن لذن ( Lyon) ثم رجعت إلى الأندلس.
والثانية سنة 715 م. فتحت أربونة وقرقشونة ( Carcasonne) ، وألحقت منطقتيهما بالأراضي الأندلسية. والثالثة سنة 719، بقيادة السمح بن مالك الخولاني، خرجت من برشلونة وركزت فتح أريونة وقرقشونة، واتجهت نحو طلوشة ( Toulouse) ، فاستشهد السمح على أباب المدينة سنة 721، ورجع الجيش إلى برشلونة. والرابعة سنة 725 م، بقيادة عنبسة بن سحيم الكلبي، اتجهت من أربونة إلى نيمش ( Nimes) ، ففتحتها وضمتها للأراضي الإسلامية، ثم اتجهت على ضفاف وادي الرودانة إلى حصن لذن، ثم تابعت مجرى نهر الصون إلى مدينة أوتان ( صلى الله عليه وسلمutin) ثم إلى بلدة سانس ( Sens) على بعد مائة كيلومتر شرق باريز، ثم اتجهت الحملة إلى شالون ( Chalon) وديجون ( عز وجلijon) ولانغرس ( Langres) قبل أن ترجع إلى الأندلس عن طريق وادي الصون والرودانة. والحملة الخامسة سنة 732 هـ، بقيادة عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي اتجهت من بنبلونة عبر مضيق روسنفو بجبال البرت إلى برديل ( رضي الله عنهordeaux) ثم إلى بواتيه حيث استشهد عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء في شهر رمضان سنة 114 هـ (أكتوبر سنة 732 م)، عشرون كيلومترًا شمال المدينة، فرجع الجيش إلى أربونة. والحملة السادسة سنة 734 م، بقيادة يوسف بن عبد الرحمن،