الغافقي (من إشبيلية)، كان له باع مديد في التوسل مع التقوى، انتقل إلى الحجاز واستقر بالمدينة المنورة حيث توفي سنة 704 هـ عن 49 سنة. ومنهم الفاضل الأديب الشاعر المجيد أبو عبد الله بن علي بن يحيى (من غرناطة)، هاجر إلى المدينة المنورة وبها توفي سنة 715 هـ ودفن بالبقيع. ومنهم الأديب الشاعر أبو عبد الله محمد بن قاسم بن رمان الفهري (من غرناطة)، هاجر إلى القاهرة ثم استقر بالمدينة المنورة، وبها توفي سنة 729 هـ.
وبعد سقوط غرناطة، هاجر بعض الأندلسيين إلى الحجاز، معظمهم من المغرب وبلاد الشام، وتوجد اليوم بالحجاز خاصة، والمملكة العربية السعودية عامة، عائلات من أصول أندلسية منها الألشى والدبا، (أشراف أدارسة) وبرادة وغيرهم. ويستحق الوجود الأندلسي المعاصر في المملكة العربية السعودية أن يدرس.
ومن الأندلسيين الذين انتقلوا إلى العراق منذ القدم أبو عثمان سعيد بن نصر بن خلفون (من أستجة)، سمع بقرطبة وبمكة، ثم رحل إلى بغداد وبها مات. ومنهم النحوي الشاعر أبو محمد عبد الله بن حمود الزبيدي (من إشبيلية)، ابن عمر الزبيدي اللغوي، جمع شرحًا لكتاب سيبويه، انتقل إلى فارس والعراق واستقر ببغداد إلى أن توفي بها سنة 372 هـ. ومنهم الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميدي (من قرطبة)، برع في الحديث والأدب وسائر الفنون، وصنف مصنفات كثيرة منها "جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس"، كان إمامًا في الحفظ والمعرفة والديانة والنزاهة، رحل إلى مصر ودمشق ومكة وواسط، ثم استقر ببغداد وبها توفي سنة 491 هـ. ومنهم الحافظ المحدث النسابة أبو عامر محمد بن سعدون العبدري (من مايورقة)، ولد بقرطبة وهاجر إلى المشرق حيث استقر ببغداد إلى أن توفي بها سنة 524 هـ. ومنهم المحدث أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري (من بلنسية)، رحل إلى أن وصل الصين ثم استقر بأصبهان وتزوج بها وولدت له ابنته فاطمة ابنة سعد الخير، وكانت امرأة فاضلة وعالمة، ثم استقر ببغداد وبها توفي سنة 541 هـ ودفن إلى جانب عبد الله ابن الإمام بن حنبل. ومنهم أبو بكر يحيى بن سعدون الأزدي (من قرطبة)، كان ديّنًا عالمًا بالقراءات وبالنحو، رحل في عنفوان شبابه إلى مصر ثم دخل بغداد ورحل منها إلى أصبهان ثم استقر بالموصل إلى أن مات بها سنة 567 هـ عن 81 سنة.