البلدي ورحبوا بهم، ثم استقبلتهم "مدرسة جنوب أوروبا للفنون" حيث أقام لهم فيها مديرها، هارون قومس دي أبلانيدا (عضو في الجماعة)، عشاء فاخرًا.
وفي يوم السبت، افتتحت الجلستان الثالثة والرابعة للمؤتمر بمحاضرة الأستاذ إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني عن الثقافة الأندلسية، وأخرى لكارلوس بوساكمون عن الآثار الأندلسية، وثالثة للشيخ علال البشر عن الواقع الأندلسي، ورابعة للمهندس رضوان الرشيكو عن الهجرة الأندلسية إلى تونس، وخامسة للأستاذ المأمون الفاسي الفهري عن تاريخ عائلة أندلسية في المغرب، وسادسة للأستاذ خابير كبلو لارا، وسابعة للأستاذ جعفر بن محمد الزمزمي الكتاني عن الشتات الأندلسي، وثامنة للشريف علي الريسوني، من شفشاون، وتاسعة للأستاذ علي أوزاك، من جامعة إسطنبول بتركيا. وانتهى برنامج اليوم بزيارة إلى قشريش (مقاطعة مالقة)، بلدة بلاس إنفانتي، فأقام جميع سكان البلدة وعلى رأسهم عمدتها احتفالاً رائعًا بالمؤتمرين.
انتهى المؤتمر يوم الأحد بتأسيس مجلس أعلى أندلسي يجمع بين أهل المهجر وأهل الأندلس، انتخب له رئيسان (محمد رميرز فرج وكاتبه) وحدد له مهام تقوية الثقافة الأندلسية في المهجر، وربط أبناء السلالات الأندلسية بإخوانهم في الأندلس. كما تقرر عقد المؤتمر الثاني في الرباط والثالث في إشبيلية وتأسيس جامعة إسلامية في قرطبة، عينت لها لجنة منظمة، من بين أعضائها كاتبه. وفي 18/ 11 / 1989 م، عقدت أول اجتماعها في مقر "الجماعة" بالجزيرة الخضراء.
ولقد حصل المؤتمر على تغطية جيدة في الصحافة الإسبانية والتلفزيون والراديو. وكان له الأثر الطيب، خاصة في منطقة الأندلس، كما غطي المؤتمر تغطية لا بأس بها في المغرب. وقامت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" بمجهود كبير في تنظيم هذا المؤتمر وعملت على تمويله دون مساعدة.
وفي الأسبوع 1 - 8/ 2 / 1990 م، زار وفد من "مؤسسة الإسلام والأندلس" حكومة مرسية، واجتمع مع وزير الثقافة بها للمساهمة في ذكرى الشيخ محيي الدين ابن عربي الذي تود مدينة مرسية إحياءه. كما زار الوفد بلدة بليش مالقة، عاصمة منطقة الشرقية (مقاطعة مالقة) واجتمع بخوزي منويل سلسيدو عمدتها، للمساهمة في إحياء الثقافة الأندلسية الإسلامية بها، وكان كاتبه صحبة الوفد. ثم ألقى كاتبه محاضرة عن المسلمين في الاتحاد السوفياتي بقرطبة، حضرها جم غفير.