وفي أوائل آب سنة 1989 م، زار بعض مراكز "الجماعة" في الجزيرة الخضراء وشريش وإشبيلية وقرطبة ومالقة وفد من المفكرين السعوديين منهم الأساتذة كامل سلامة الدقس، نائب أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وخليل محمد حمد، أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية بالكويت، ومحمد عمر جمجوم، أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وحامد الرفاعي مستشار برابطة العالم الإسلامي.
وفي يوم الجمعة 1/ 9 / 1989 م، افتتح "المؤتمر الأندلسي الأول" في مقر المريمة ببلدة قسطلة (مقاطعة قادس) بآيات من القرآن الكريم بقراءة الحسن ابن كاتبه، ثم النشيد الوطني الأندلسي بحضور أنطونيو كونزالس اسبينوزا، عمدة قسطلة، وأنطونيو رويز خمينيس، عمدة طريف، ومحمد رميرز فرج، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، وعبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي، رئيس مجلس "الجماعة الإسلامية في الأندلس"، كما حضر المؤتمر ما يزيد عن المائتين من أعضاء "الجماعة" وأصدقائها، وحوالي مائة ممثل عن الجاليات الأندلسية في الشتات الأندلسي، منهم الدكتور عبد الكريم كريم ممثلاً عن جمعية رباط الفتح، وعائلته، وكاتبه وعائلته، وأندلسيون من تونس على رأسهم رضوان الرشيكو ومن الجزائر والمكسيك وتركيا وغيرها من البلاد. وغطى المؤتمر أكثر من 30 صحافيًّا من عدة دول. وكان الجميع مقيمًا في مقر المؤتمرات بالمريمة، حيث أقيمت الصلوات الخمس جماعة في مسجد هيأ للمناسبة، طيلة أيام المؤتمر.
وبعد الحفل الافتتاحي، تقدم عبد الرحمن معنان بالترحيب بالحاضرين ثم قدم رؤساء الوفود كلمات جمعياتهم: رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وجمعية رباط الفتح بالرباط، ومركز الدراسات الإسلامية بمربلة، وكلية العلوم الإسلامية بإسطنبول، ومسجد باريز بفرنسا، والجمعية الثقافية الإسلامية بتطوان، وغيرها من الجمعيات. ثم قدم في الجلسة الأولى عبد الرحمن مدينة بحثًا عن الجذور الأندلسية وتاريخ الأندلس، وفرنسيسكو سانشس روانو عن الأندلسيين في جزيرة أقريطش، وحاج الدين ساري الغوشي (جزائري من فرنسا) عن التصوف في الأندلس، ثم أقيمت صلاة الجمعة بإمامة عبد الرحمن معنان. وقدم كاتبه بحثًا في الجلسة الثانية عن الجذور الإسلامية للقومية الأندلسية المعاصرة، كما قدم الأستاذ محمد بن شقرون (من الدار البيضاء) بحثًا في الأدب الأندلسي. وبعد المناقشات، توجه المؤتمرون إلى بلدة طريف حيث صلوا صلاة المغرب في الساحة العامة، ثم استقبلهم العمدة والمجلس