ومالقة ومرسية والجزيرة الخضراء في اختصاصات مختلفة، بما فيها تعليم اللغة العربية كلغة من اللغات القومية الإسبانية، لكونها لغة الأندلس القديمة.
وفي 19/ 6 / 1989 م، شارك "حزب التحرير الأندلسي" في الانتخابات الأوروبية، فحصل على 9.419 صوتًا في كل إسبانيا، أي أقل بـ 462 صوت من عدد الأصوات المحصلة في انتخابات سنة 1987 م، منها 2.216 صوت من الأندلس و 1.999 صوت من قطلونية و 5.204 صوت من مناطق إسبانيا الأخرى.
ولم ترض هذه النتيجة لا "الجماعة" ولا أعضاء "حزب التحرير الأندلسي".
فاجتمع مجلس الجماعة في الجزيرة الخضراء يوم السبت 15/ 7 / 1989 م وتدارس فائدة العمل السياسي في الوقت الراهن، موازيًا محاسنه بمساوئه. وكان رأي الأكثرية أن هدف تأسيس "حزب التحرير الأندلسي" كان التعريف بالمبادىء الإسلامية والهوية الأندلسية لأكبر عدد من الأندلسيين، وأن عدد المقتنعين بهذه الأفكار لم يزدد حسب الانتخابات بينما ازدادت أعداد أعداء "الجماعة" بسبب الحركة السياسية. لذا رأوا أن مضار "الحزب" في الوقت الراهن هي أكثر من محاسنه، فقررت "الجماعة" أن تطلب من "الحزب" أن يلغي نفسه، فصوت بالأكثرية قرار إلغاء "حزب التحرير الأندلسي"، وقررت "الجماعة" التعاون مع كل الأحزاب السياسية التي تعطف على الشعب الأندلسي والهوية الأندلسية والمبادىء الإسلامية.
وفي 14/ 7 / 1989 م، اعترفت "اللجنة الاستشارية للحرية الدينية" في إسبانيا بالإجماع بالإسلام كدين ذي جذور إسبانية وثيقة. ويعني هذا الاعتراف بالدين الإسلامي بعد سقوط غرناطة بـ 497 سنة، وبعد الطرد الكبير بـ 380 سنة، حصول المسلمين على نفس المساعدات التي تحصل عليها الأديان الأخرى المعترف بها، كالكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية، شرط أن تتوحد جميع الجماعات الإسلامية في إسبانيا في اتحاد للتعامل كمسلمين مع السلطة الإسبانية بصوت واحد.
وفي نفس الشهر، أسست "الجماعة" في قرطبة مركزًا للدراسات الأندلسية، ومجلة "لام ألف". وهي مجلة إسلامية علمية ذات مستوى رفيع تقدم باللغة الإسبانية أبحاثًا أندلسية إسلامية ومواضيع تهم الحاضر والتاريخ والهوية الأندلسية. رئيس تحرير المجلة هو عبد الرحمن مدينة مليرة ومدير النشر هو عبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي. وقد نشرت الجماعة 5.000 نسخة للمجلة التي ظهر منها لحد منتصف سنة 1991 م خمسة أعداد.