التعدد فائدة، وهي أنه بعد فشل التجارب المذكورة آنفًا (تنظيم الوافدين المسلمين، وتنظيم الشيخ عبد القادر الصوفي، وتنظيم جمعية قرطبة الإسلامية) في استقطاب جميع الراجعين إلى الإسلام، أصبح من المفيد أن يتقدم كل من له أفكار جديدة بأفكاره، وينظم الجماعة التي تتجمع حولها حتى يظهر مع الوقت الناجح من الفاشل منها. وفعلاً قامت هذه الجمعيات بمجهود مشكور، كل واحدة على طريقتها، بالدعوة إلى الإسلام بين الأندلسيين وغيرهم من الإسبان. فمعظم من اعتنق الإسلام ظل مسلمًا حتى لو غير انتماءه من جمعية إلى أخرى. أو غيرت الجمعية اسمها، أو خرج من كل الجمعيات وبقي بمفرده. لذا أصبح عدد الراجعين إلى الإسلام بالأندلس يعد حوالي 4.000 مسلم سنة 1990 م.
وقد اتبعت كل جمعية من الجمعيات المذكورة أعلاه مصيرًا مختلفًا. فمنها من ولد ميتًا (جماعة المرية الإسلامية)، ومنها من انضم لغيره (جماعة مالقة الإسلامية)، ومنها ما انبثقت عنه جماعة أخرى أصبحت من أكبر جماعات الأندلس والأمل في قيادة المسيرة الإسلامية بها (جماعة إشبيلية الإسلامية)، كما سنرى فيما يلي.
تعد "الجماعة الإسلامية في إسبانيا" بشارع أوخنيو كاشس بمجريط، أقدم جمعية إسلامية إسبانية خارج الأندلس. وقد سجلت في وزارة العدل في 17/ 12/ 1979 م من طرف البارو ماتشوردوم كوتر (أمين عام)، وخابير نيكولاس كوبيوس نييطو، وطوماس باريو غبريال (الرئيس)، وكلهم من سكان مجريط. ويعد أحمد عبد الله ماتشوردوم كومينز، أمينها العام، مؤسسها الأساسي، وهو كاتب وصحافي أصله من بلنسية، كتب عددًا من المقالات في الجرائد الإسبانية يدافع فيها عن الإسلام وقضاياه، كما كتب كتابًا حول سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وله علاقة وثيقة بوزارة الخارجية الإسبانية كمستشار في الشؤون الإسلامية، كما له علاقات طيبة مع السفارات العربية بمجريط.
ويحدد نظام هذه الجمعية الأساسي أن هدفها هو "نشر الإسلام كما جاء في القرآن والسنة، بين جميع مسلمي إسبانيا، والتعريف به لدى جميع الأشخاص الذين يودون الحصول على معلومات عنه؛ وتأسيس فروع "الجماعة الإسلامية في إسبانيا" في كل مناطق المساحة الوطنية؛ وتشجيع تعليم اللغة العربية، لغة القرآن ولغة 21 دولة تربطنا معها علاقات قوية من الصداقة التاريخية؛ وربط العلاقات الأخوية في