(محبة الله) وهو عبارة عن بيت قديم من طابقين به مسجد ومدرسة ومكاتب للجمعية.
ثم بعد الانشقاق الذي أدى إلى ولادة "الجماعة الإسلامية في الأندلس" (كما سنرى) انتقلت الجمعية إلى مركز أصغر بشارع ميسون دل مورو (فندق المسلم). وظل نشاط "جماعة إشبيلية الإسلامية" محدودًا في مركزها الإسلامي، ولم يتزايد عدد أعضائها منذ نشأتها.
وتوجد طريقة صوفية إنكليزية في بلدة أركش، بمقاطعة قادس، بها إسبان وإنكليز، مسلمون وغير مسلمين. ولا تعد هذه الجماعة نفسها مسلمة بكل ما في الكلمة من معنى، ولا تتعامل مع الجماعات الإسلامية الأخرى.
وفي 10/ 2 / 1982 م، زار روجي كارودي قرطبة قبل إسلامه، بصفته مدير "المركز الدولي لحوار الحضارات"، واستقبله عمدتها خوليو أنغيتا. فتحدث كارودي عن قرطبة كمركز للحوار الحضاري وعن إمكانية تأسيس جامعة إسلامية بها. ثم استدعت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" روجي كارودي لـ "المؤتمر الإسلامي الأول للمسلمين الأوروبيين" الذي عقد بإشبيلية في 19 - 22/ 7 / 1985 م، فحضره وانتُخب رئيسًا له. ثم تابع مفاوضته مع بلدية قرطبة للحصول على "القلعة الحرة" التي كانت عرضتها على "جمعية قرطبة الإسلامية"، فوافقت البلدية على تسليمها له لاستعمالها متحفًا ثقافيًّا. وقد ساعده في إنشاء المتحف عبد الرحمن مدينة موليرة، أحد زعماء "الجماعة الإسلامية في الأندلس"، وأول مدير للمتحف. وافتتح المتحف في أوائل مارس عام 1987 م بحضور عدة شخصيات إسلامية وغير إسلامية من المشرق والمغرب في مؤتمر لحوار الديانات والحضارات. ولم يكن المتحف إسلاميًّا، وإن كانت فيه بعد الظواهر الإسلامية كمجسم لمسجد قرطبة الجامع ولقصر الحمراء، صنعهما المسلمان الأندلسيان يوسف بغراس رولدان وزوجه مريم. ومُول المشروع كله بأموال من المملكة العربية السعودية وأقطار الخليج الأخرى. والمتحف ليس مركزًا إسلاميًّا، ويديره منذ أوائل سنة 1988 م رجل نصراني. وليس للمفكر الفرنسي المسلم روجي كارودي نشاط في الجالية الإسلامية في الأندلس.
ذكرت في هذا الباب حوالي عشر جمعيات إسلامية أسسها في أوائل الثمانينات الراجعون إلى الإسلام في مدن الأندلس المختلفة. فما هي سلبياتها وإيجابياتها؟ من السلبيات تعدد التنظيمات الذي يدل على تشتت الكلمة وعدم التنسيق، وربما التصادم، وهذا لا يليق بحركة ناهضة يعلق عليها المسلمون الآمال الكبيرة. ولكن لهذا