الأندلس، وتعرف على الشيخ أحمد الحجي من علماء جامعة القرويين بفاس. ومكث في بيته زهاء العام يتعلم أمور دينه. وفي سنة 1984 م اشترت الجمعية بناية من ثلاثة طوابق بشارع سان أغوستين، وسط مدينة مالقة، وحولتها إلى مركز إسلامي به مكتب ومسجد وبيت للإمام، وحصلت على إمام مغربي بتمويل من دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية. ولا يزيد أعضاء الجمعية الإسبان على العشرة بكثير، وقد كاثرهم الوافدون من المغرب. ويقوم المركز بنشاط يحمد عليه في تعليم مبادىء الدين الإسلامي لأعضائه. وفي سنة 1986 م، أصبح عبد السميع أريانا موظفًا في القنصلية السعودية في مالقة وسلم المركز لجمعية "المركز الإسلامي في إسبانيا" فأصبح أحد فروعها.
وبمقاطعة مالقة تجمع إسلامي آخر في بلدة "سان بدرو دي القنطرة" غرب مدينة مربلة، تكوّن سنة 1983 م تحت اسم "الطريقة الإسلامية" من طرف خالد عبد الكريم، وهو عمدة سابق لبلدة مودة، بمقاطعة مالقة، كان عضوًا في "جمعية عودة الإسلام إلى إسبانيا". أعضاء الجمعية قليلون لا يزيدون على العشرة، ولهم مركز خاص بهم، ولا يتعدى نشاطهم بلدتهم.
انضم إلى "جمعية عودة الإسلام إلى إسبانيا" عند مرورها بإشبيلية سنة 1979 - 1980 م عدد من الإسبان. وعندما انتقلت الجماعة إلى غرناطة سنة 1980 م، رفض عدد منهم الانتقال من إشبيلية، فطردهم الشيخ عبد القادر الصوفي من جماعته. وعند زيارتي للجمعية المذكورة أعلاه في غرناطة في أوائل مايو عام 1981 م التقيت بوفد منهم أتى لزيارة زاوية البيازين، فطُردوا بمساعدة الشرطة. وكانوا في حالة من الأسى يرثى لها، فاقترحت عليهم تأسيس جمعية خاصة بهم، فأسسوا في 6/ 12/ 1981 م "جماعة إشبيلية الإسلامية". وكانت لجنتها التنفيذية الأولى تتكون من عبد الهادي سانز كمينو (رئيس) وعبد المغني غارسيا أرتاشو (أمين سر) ومحمد أحمد علي الشرقي (أمين صندوق) وهو من سبتة، وعثمان برسابي غونزالس (عضو) وعمر ألابونت تورمس (عضو). وسجلت الجمعية رسميًّا كجمعية دينية في وزارة العدل بتاريخ 13/ 5 / 1982 م. وكان أعضاؤها حينذاك حوالي عشرون.
وكان مركز الجماعة، عند تأسيسها، في شقة بشارع كوندي دي توريخون قرب ساحة أوروبا، في حي فقير من أحياء إشبيلية، بها "مقهى أو خلا" لهم. وفي أواخر سنة 1982 م، انتقلت الجمعية إلى مقر أفضل في حي لائق بشارع آمور دي ديوس