وفي يونيو سنة 1982 م، افتتحت "جمعية قرطبة الإسلامية" مركزًا لها في شقة مؤجرة بشارع أنخيل سابدرا، وسط مدينة قرطبة، بعد أن كان أعضاؤها يجتمعون في بيت رئيسها، بعد أن يئست من استرجاع مسجد القاضي أبي عثمان بشروط معقولة.
ثم فكرت الجمعية في استقدام إمام من المغرب يعرف الإسبانية والتربية الإسلامية لتعليم أعضاء الجمعية أمور دينهم. وبعد الاستشارة، اختير الإمام الذي التحق بعمله في يوليوز عام 1982 م.
وفي 2/ 9 / 1982 م، اشترت الجمعية أرضًا في قرطبة لبناء مسجد عليها.
ولكن الإمام المغربي أساء السيرة والتصرف منذ وصوله، فأدخل للجمعية عناصر عربية مشبوه فيها وشجع رئيس الجمعية على الابتعاد عن طريق الحرص والحيطة. فقررت الجمعية اشتراء بيت في قرطبة لتحويله إلى مركز إسلامي، وسلم رئيسها، سيان، شيكًا بتاريخ مؤجل في حساب لا رصيد فيه. وفي 27/ 9 / 1982 م، عند انتهاء الأجل وعدم دفع الثمن، قبض على خايمي سيان وأدخل السجن. واغتنم "الإمام" الفرصة فقدم باسم الجمعية شكوى بسيان أنه أساء التصرف بأموال الجمعية. وأزيح سيان من رئاسة الجمعية وانتُخب مكانه عبد العزيز (خوليان) مرالس غارسيا. وبقي سيان في السجن 87 يومًا، ثم أطلق سراحه في 23/ 12/ 1982 م بعد تبرئته من التهم التي اتهم بها.
بعد إزاحة سيان من رئاسة "جمعية قرطبة الإسلامية"، أكملت الجمعية شراء البيت المذكور. لكن الإمام المغربي أساء السيرة وقدم شخصًا مشرقيًّا مشبوه فيه لرئاسة الجمعية. فعمل هذا الأخير على تجميدها. وفي فبراير عام 1983 م، أُرجع الإمام إلى المغرب، وفي شهر أبريل الذي تلاه، أُقفل المركز الإسلامي. وجمدت الجمعية نهائيًّا وتشتت أفرادها إلى أن انضموا إلى "الجماعة الإسلامية في الأندلس" في شهر مايو عام 1990 م التي حصلت على ممتلكاتها كذلك بعد جمع عام لجميع أفرادها.
يجدر بنا أن نستنتج بعد هذا العرض أسباب فشل "جمعية قرطبة الإسلامية" وإيجابيات هذه التجربة. كان تأسيس هذه الجمعية مفيدًا للغاية في إرجاع الإسلام إلى الأندلس. فقد أثبتت الوجود الإسلامي لأول مرة في قرطبة. واعتنق الإسلام عن طريقها عدد مهم من القرطبيين، ظلوا مسلمين بعد فشلها كتنظيم، مما سهل إعادة