تنظيم مسلمي قرطبة على أسس أفضل. كما أظهر وجود هذه الجمعية القوى القرطبية العاملة، المعارضة للإسلام منها والمساندة له.
لم تنجح "جمعية قرطبة الإسلامية" في أن تكون انطلاقة الانبعاث الإسلامي في الأندلس لأسباب متعددة، منها ما هو داخلي للجمعية، وما هو خارجي عنها. فأما الداخلي فيعود إلى ضعف الاحتياط في إدخال عناصر غير أندلسية للجمعية، كالإمام المغربي ورئيس الجمعية المشرقي الذي جمدها، وكان من الأحوط عدم قبولهما أصلاً في الجمعية، كما أن رئيسي الجمعية، الأول والثاني، قاما بأخطاء كبيرة استفاد منها أعداء الإسلام في الأندلس. ومن جهة أخرى لم تتمكن الجمعية من تبني برنامج واضح إسلامي أندلسي يستجلب للإسلام الجماهير الأندلسية. أما السبب الخارجي فيعود إلى مناهضة كثير من الأوساط المسلمة الوافدة لهذه التجربة.
قامت في الأندلس محاولات إسلامية تنظيمية أخرى، منها ما ظل محدودًا، ومنها ما كانت حياته قصيرة، ومنها ما ظل حبرًا على ورق، ومنها ما انضم إلى تنظيمات أخرى. وكل هذه التنظيمات محلية لا تخرج عن مدينة من مدن الأندلس.
وقد تفرعت كل التنظيمات الإسلامية الموجودة اليوم في مدينة غرناطة عن "جمعية عودة الإسلام إلى إسبانيا". وقد أسسها أفراد أو جماعات طردوا من الجمعية الأم. فهذه الجمعيات المنشقة لا تختلف في تنظيمها عن الجمعية التي تفرعت عنها.
أول هذه الجمعيات هي "الجماعة الإسلامية في إسبانيا - مسجد التقوى"، وهي التي يعمل فيها المعلمان الموريتانيان. وقد انضم لها أكثر من خمسين عضوًا، فتحوا أعمالهم في منطقة غرناطة القديمة بين نهر هدره ومنحدر حي البيازين. ويقع مركز الجماعة في مكان مستأجر يستعمل مركزًا إسلاميًّا. وتقوم الجمعية بمجهود جيد في نشر المعرفة الإسلامية بين أفرادها، لكن نشاطها محدود في غرناطة.
الجمعية الثانية هي "جماعة الأندلس المسلمة"، وهي أول جمعية أسست في غرناطة بعد "جمعية عودة الإسلام إلى إسبانيا". أسسها عدد من الذين طردوا من الجمعية السابقة في 28 رمضان عام 1401 هـ (موافق 31/ 7/ 1981 م). وتكوّن مجلسها التنفيذي الأول من السادة عمر عبد الحق كوكا دومنكز (الرئيس) (أصله من