عبد القادر تركه للتصوف وخروجه عن الطريقة الدرقاوية، واعتناقه للفكر السلفي، وأخضع أتباعه لذلك، مما أدى إلى بلبلة كبيرة في صفوفهم، وطرد عدد جديد منهم، وغير اسمه من عبد القادر الصوفي إلى عبد القادر المرابط. فخرج عن الجماعة معظم أعضائها، منهم من تركوا إسبانيا ومنهم من كونوا جمعيات إسلامية أخرى، ومنهم من بقي مسلمًا لنفسه، ومنهم عدد صغير ارتد عن الإسلام.

وفي سنة 1987 م، حرض المدرسان الموريتانيان أتباع الشيخ عبد القادر على طرده من مركز الجماعة في البيازين. فتبع ذلك نزاعات في المحاكم مكلفة أدت إلى انتصار الشيخ عبد القادر ومن بقي مخلصًا له، وطرد المنشقين الذين كونوا جمعية أخرى مع الموريتانيين متمركزة في بناء مؤجر تحت اسم "مسجد التقوى" في أحد أحياء غرناطة القديمة القريبة من نهر هدره.

ودخلت الجمعية في طور جديد بعد أن لم يبق فيها في غرناطة سوى حوالي خمسين عضوًا، يتسم بالنفور المطلق من الدول العربية والجمعيات الإسلامية الأخرى. وغيرت الجمعية مرة أخرى اسمها وأصبحت تسمى "المرابطون"، كما غيرت اسم مجلتها من "البلاد الإسلامية" إلى "المرابطون". وارتبطت الجماعة بشكل أوثق بالمراكز التابعة للشيخ عبد القادر المرابط في بريطانيا والدانمارك والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلاد. أما في إسبانيا فأصبحت زاوية البيازين بغرناطة مركزًا للجماعات التابعة للمرابطين في أنحاء إسبانيا: إشبيلية (الأندلس)، وبالمة ميورقة (الجزر الشرقية)، وبلباو (أوسكادي). كما أخذت الجماعة تعود إلى تنظيمها الصوفي بإحياء حفلات الذكر عامة كما فعلت في إشبيلية في شهر يوليوز سنة 1990 م.

وأنشأت الجماعة مؤسسات اقتصادية مثل شركة "السابقة" بغرناطة.

وهكذا فشلت هذه المحاولة الجريئة في نشر الإسلام في الأندلس رغم البداية المشجعة. ويعود هذا الفشل إلى أسباب عدة، منها: أخطاء أساسية في تنظيم الجماعة المعتمد على المركزية والتأطير والطاعة المطلقة عوضًا عن الشورى؛ وضعف في التواضع الإسلامي بين زعمائها؛ وانفصام الحركة عن المجال الأندلسي الموجودة فيه بعدم تبنيها للتاريخ الأندلسي واستجابتها لشعور الأمة الأندلسية المعاصرة؛ والتذبذب بين المشارب الإسلامية نتيجة الضغوط الخارجية؛ وعدم نشر حساباتها مما أضاع ثقة من كانوا يساندونها. لكن ستبقى هذه الجماعة، بدون شك، عنصرًا مهمًّا في التركيبة الإسلامية الأندلسية، غير أن مركز ثقلها سينتقل إلى خارج منطقة الأندلس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015