وتكاثر أعضاء الجمعية حتى أصبحوا عدة مئات، وأخذ الطابع الإسلامي يظهر بوضوح في غرناطة، خاصة في حي البيازين التاريخي منها. ونظمت الجمعية مؤتمرين مهمين في الفقه المالكي، حضرهما نخبة من علماء المسلمين. عقد المؤتمر الأول سنة 1982 م في زاوية الجماعة بالبيازين، والثاني في 7 - 11/ 11/ 1983 م في قاعة "مانويل دي فالا"، التي سهلتها بلدية غرناطة لمنظمي المؤتمر. وقد مولت هذا المؤتمر الإمارات العربية المتحدة. وفي يونيو سنة 1984 م، أرسلت رئاسة محاكم أبو ظبي الشرعية على حسابها معلمين موريتانيين لتعليم الجماعة المبادىء الإسلامية.
ونشطت الجماعة في مجال النشر، فنشرت كتبًا باللغة الإسبانية، منها كتب الشيخ عبد القادر الصوفي: "كتاب الإسلام والإيمان والإحسان" و"اتجاه العلامات" و"محمد رسول الله" و"كتاب الكفر"، كما أصدرت الجماعة مجلة شهرية اسمها "البلاد الإسلامية".
يعود سبب انتشار هذه الجماعة، في أول أمرها، إلى تضامن أعضائها حول مذهب واحد واضح عبر الطريقة الدرقاوية، وكذلك لاستعمالها الشعارات الأندلسية مما جعل أعدادًا كبيرة من أهل الأندلس ينضمون إليها. لكن ما كادت تشتهر هذه الجماعة حتى أخذت تتقهقر لأسباب متعددة. منها طريقة تنظيمها المبنية أساسًا على المركزية المطلقة حول الشيخ الأكبر (الشيخ عبد القادر الصوفي) وأمير الجماعة (الدكتور منصور عبد السلام اسكوديرو ثم محمد دل بوثو الأندلسي). ومنها الطريقة الخشنة والعنيفة في تعامل الجماعة مع الغير.
ومنها مطالبة الجماعة المنضمين إليها بالانسحاب من المجتمع الأندلسي الذي تعده كافرًا. ومنها اتهام الجماعة لكل من سواهم من المسلمين بالضلال وحتى الكفر.
ومنها شدة الشيخ عبد القادر المتناهية في تعامله مع أتباعه، إذ كان لا يتورع في طرد كل من يتردد في طاعة أوامره مما جعله يطرد بانتظام أعضاء الجمعية، بما فيهم كثير من مؤسسيها كالدكتور منصور عبد السلام نفسه، وكان يأمر الباقين من أتباعه بعدم التعامل مع المطرودين أو التحدث إليهم، فأضعفت هذه العقوبة القاسية الجماعة.
ثم أدت العلاقات مع دول الخليج إلى تغير كبير في الجمعية. أولاً، عد
الاهتمام بالأندلس قومية يجب الابتعاد عنها، فغيرت الجمعية اسمها من "جمعية عودة الإسلام إلى إسبانيا" سنة 1981 م إلى "الطريقة الدرقاوية" ثم إلى "الجماعة الإسلامية في إسبانيا" سنة 1982 م. ثانيًا، عُد التصوف خروجًا عن الإسلام، فأعلن الشيخ