آه على بلدي الحامة؛
لا ترى من نوافذ بيوتها في أزقتها
إلا مأتمًا كبيرًا
ويبكي الملك ما عساه يبكي
لأن ما ضاع كثير
آه على بلدي الحامة؛
ويعد خوان ألونسو الأراغوني من أكبر شعراء اللغة الأعجمية. وقد ترك ديوانًا يتكون من رباعيات يدافع فيها عن العقيدة الإسلامية وعن شخصية سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويرد فيها بلغة قوية واضحة على الكنيسة ويسفِّه عقيدتها وآراءها. ويدل شعر الأراغوني على معرفة واسعة بالإسلام والمسيحية على حد سواء. وقد هاجر الأراغوني في آخر حياته إلى تطوان بالمغرب.
ومنهم محمد رمضان، وهو من بلدة الرويضة بين سرقسطة وقلعة أيوب، في أراغون القديمة. وقد اشتهر في شعره بأمداحه النبوية بلغة شاعرية مؤثرة. وطرد محمد رمضان سنة 1610 م من بلده، فاستقر في تونس.
ومنهم أيضًا "بوي دي مونسون" الذي حج إلى بيت الله الحرام، وسجل رحلته في قصائد شعرية تعبّر على شوقه لمكة المكرمة والمدينة المنورة وأرض الإسلام الحرة، وأمله في الرجوع إليها.
ويوجد في الأدب الأعجمي كثير من الشعراء المجيدين الآخرين الذين لا يتسع المجال إلا لذكر بعضهم: كإبراهيم التايبيلي، وإبراهيم دي بلغاد، ومحمد الخرطوش البياني، دون الكثيرين الذين نجهل أسماءهم ونقدر إنتاجهم، كناقد مسرحيات لوبي دي بيغا وغيره.
ولم يعبّر الشعر الأعجمي على جهاد الشعب الأندلسي فقط ونضاله من أجل البقاء والحفاظ على عقيدته الإسلامية، بل عبر كذلك على المشاعر الإنسانية من تهجد وحب وحنان ووصف للطبيعة. وارتباط بأرض الأندلس.