وعبر علي بيريز، أحد كبار شعراء الأعجمية، في شعره القوي على الثورة الكامنة لدى الشعب الأندلسي المضطهد المقهور في عقيدته وجسمه وشرفه ومأكله ومشربه ووطنه، وفي كل ما يجعل الإنسان إنسانًا، فيصيح علي بيريز بأبيات قوية نأتي بترجمة بعضها:
ذئاب سارقة عديمة الخير، همها
الكبرياء والعجرفة واللواط
والفسق والكفر والانتقام
والغدر والظلم والسرقة
كل ذلك بدون عدل.
أنا لا أبكي على ما مضى
لأن لا يمكن الرجوع إلى الماضي
ولكن يبكي لما سنرى
من نتانة ومرارة
كل من يفهم؛
هاجر علي بيريز في أوائل القرن السابع عشر إلى تونس، وعبّر عن هذه الهجرة بقوله: "أخرجنا الله بعظيم قوته من يد الفراعنة الكفرة وقضاة التفتيش الملعونين". وبكى شعراء آخرون بأبيات محزنة على ما آل إليه وطنهم من تدمير، ومثال ذلك هذه الأبيات المترجمة لشاعر أعجمي مجهول يبكي فيها بلدته الحامة (القريبة من غرناطة) عند سقوطها في يد النصارى:
آه على بلدي الحامة؛
الرجال والنساء والأطفال
كلهم يبكون هذه الخسارة العظمى
كما بكت كل سيدات
غرناطة