وكتب الأندلسيون بالنثر الأعجمي في كل المجالات المذكورة أعلاه. ومن أشهر كتابهم فيه "المنسيبو دي أبيرالو" (أو فتى ابيرالو)، وهو فقيه من أعلم فقهائهم، كتب في التفسير والسنة النبوية، ووصف أوضاع الأندلسيين تحت الاضطهاد الكاثوليكي عبر إسبانيا كلها. ومنهم فقيهة أبدة وفقيهة آبلة، ولا يعرف اسماهما بالضبط. وظل كثير من الكتاب الآخرين مجهولي الاسم، بسبب الخطر الذي تتعرض إليه حياتهم أمام محاكم التفتيش.
وطور كتاب الأعجمية أدب القصة كوسيلة بيداغوجية لتدريب الناشئة المسلمة سرًّا على المبادىء والأخلاق الإسلامية، زرع روح الثقة بالنفس فيهم، وتدريبهم على الثبات أمام المصاعب. ومن أهم هذه القصص التي نجت من الضياع: "قصة العصر الذهبي" و"قصة علي والأربعين جارية" و"قصة الإسكندر ذي القرنين".
ومن أمثلة الكتب التي كتبت بالأعجمية في العلوم التقنية كتاب إبراهيم المرباش المسمى "العز والمنافع للمجاهدين بالمدافع"، وهو في التقنية العسكرية. وقد ترجمه الشهاب الحجري من الأعجمية إلى العربية. وكتب الأندلسيون باللغة الأعجمية أوراقهم الخاصة من رسائل وتقاييد وعقود وغير ذلك.
ولنأت الآن بمقتطفات من النثر الأعجمي: أولها من كتاب "الأدعية النبوية" للفقيه علي بن محمد شكار الذي انتهى من كتابته بتاريخ 30 جمادى الثانية عام 998 هـ (موافق 23/ 3 / 1589 م)، وهو يفتتح بما يلي: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الكريم وعلى آله وسلم تسليمًا، لش ماشاش ذا لش ألكنت ذا عربيى كاشا كوانتن بر لنش شن اشتش: ألبرمار شالم ألمحرام، ألبارمار ذا شتا ماش أشذيا ذامي غرنذا ذين ياش دلبر ذا لش شياتاذيش كا شن بر ألنبى محمد - صلى الله عليه وسلم -، الخ ... ". وترجمتها باللغة العربية: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الكريم وعلى آله وسلم تسليمًا، إن الدعوات التي يدعى بها في الشهور العربية هي التالية: الشهر الأول يسمى محرم، وأول يوم منه هو يوم مهم جدًّا، وهو من الأيام السبعة عشرة من أيام النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ... ".