نسبها إلى الأندلس كالقصرى نسبة للقصر، وعائلات منسوبة إلى قبائل مغربية انتقل بعض أفرادها إلى الأندلس مدة ثم عاد منهم من عاد، وذكر من الأندلسيين شخصًا اسمه أزمور كان البرتغاليون أخذوه معهم لأمريكا الجنوبية، مع أن أزمور مدينة مغربية تقع بالقرب من مدينة الجديدة التي كانوا يحتلونها (مازنغان).
وذكر كثيرًا من العائلات الموجودة بتونس، مثل عائلة ابن عاشور التي ينتمي إليها صديقنا الشيخ الفاضل ابن عاشور ووالده الشيخ محمد الطاهر رحمهما الله. ومن الشخصيات الأندلسية عبد الله الترجمان (القرن التاسع الهجري) الميورقي. كان نصرانيًّا، والتحق بمدرسة لتكوين الرهبان، وتخلف الراهب المدرس عن الحضور في أحد الأيام لمرض اعتراه، فذهب الطالب يعوده. وتنوع الحديث بينهما إلى أن لاحظ المدرس ذكاء الطالب وحرصه على التعلم، فقرر أن يعترف له بسر بعد أن يعاهده على أن لا يذيعه ما دام المدرس حيًّا، مع أنه إذا أذاعه فلن يصدقه أحد! ثم قال له إنه توصل إلى أنهم في ضلال مبين، وأن الدين الصحيح هو دين الإسلام. ولما سأله الطالب لم لا يعلن هذه الحقيقة على الملأ؟ قال له إن نفسه لم تسمح بالتضحية بحياة الرفاهية والبذخ التي يحياها. فأقبل الطالب على البحث إلى أن توصل للنتيجة التي توصل إليها أستاذه. اهتبل فرصة رحلة سياحية في البحر المتوسط، فشارك فيها. وفي تونس طلب مقابلة أميرها الحفصي أبي العباس أحمد، وبين يديه أعلن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم طلب اللجوء السياسي، وألف رسالة"تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب"فرغ من تأليفها سنة 823 هـ وطبعت بتونس في 1290 هـ، وفي مصر 1895 م في 68 ص.
وعند كلامه على الأندلسيين بالشام ذكر من بينهم مغربيًّا صميمًا هو أبو الحسن الحرالي المولود بمراكش والمتوفَّى بمدينة حماة من بلاد الشام سنة 638 هـ. قال عنه دارسه الأستاذ محمادي الخياطي في رسالته"أبو الحسن الحرالي المراكشي"التي نال بها تحت إشرافي شهادة الدكتوراه بدار الحديث الحسنية بالرباط:"فالحرالي مراكشي نشأة ودراسة وفكرًا وثقافة". وشد الرحلة من مراكش إلى مدينة فاس، فأخذ عن أعلامها كابن الكتاني الفندلاوي، وأبي محمد القرطبي الذي تلقى عنه نظريته في مناسبات الآيات القرآنية، الذي يعرف اليوم"بوحدة الموضوع في السورة القرآنية"، وألف فيها"مفتاح الباب المقفل لفهم الكتاب المنزل". وقد درسه محمادي الخياطي المذكور في دراسته التي أشرت إليها. وشرع الحرالي في وضع تفسير للقرآن يبين فيه