وأحيانًا غير أمينة! وصدق الله العظيم إذ يقول: {سَنُرِيهِمْءَايَاتِنَا فِى اَْلآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ} [فصلت: الآية 53].

ونعود إلى الحديث عن جامع قرطبة، فبعد أن أخذ الإسلام يظهر علنًا بين مواطني قرطبة، وتكوّنت أول جماعة إسلامية لهم بها، تنكّر مطران قرطبة لكل كلماته المعسولة، وأخذ يتهجم على الإسلام وأهله كما ذكر الكتاب، ويرجع بالمسلمين الأندلسيين إلى أسوأ الذكريات من أعمال سلف المطران سيئي الذكر. ووصل الحقد بالمطران والكنيسة إلى منع المسلمين، بما فيهم أهل قرطبة، من الصلاة في مسجد قرطبة الأعظم منعًا باتًا. وانقطعت بعد ظهور الإسلام في قرطبة علانية مؤتمرات الكنيسة مدعية الحوار مع المسلمين.

وذكرت جريدة"العلم"المغربية في عددها الصادر بتاريخ 25 أكتوبر 1990 م خبرًا ورد في أثنائه أن مسجد النور بمجريط شيد قبل حوالي سنة بفضل هبات الجالية المغربية المقيمة بمجريط، وأن ملحقًا بسفارة المغرب بإسبانيا يشرف على تعليم اللغة العربية للجالية المغربية. وقالت عن المسجد إنه أحد مساجد مجريط! وذلك مظهر آخر من مظاهر"انبعاث الإسلام بالأندلس". وبضواحي مدينة مربلة (مقاطعة مالقة) بني أحد الأمراء السعوديين مسجدًا بالقرب من قصر له هناك، وقد صليت فيه بعض الأوقات.

ولعل من طريف مظاهر"انبعاث الإسلام بالأندلس"نصب تماثيل لبعض رموز الوجود الإسلامي ببعض المدن الأندلسية. وقد كنا رأينا صورة تمثال للإمام أبي محمد بن حزم نصب في قرطبة، وقرأنا عن الاحتفال بنصبه، وسمعنا عن نصب تمثال بقرطبة للفيلسوف ابن رشد. ورأيت في إحدى ساحات مالقة تمثالاً لشخص عربي لم أدر من هو.

وقد وقف الشاعر المغربي محمد الحلوي بمدينة المنكب (مقاطعة غرناطة) على تمثال لعبد الرحمن الداخل، فأوحى له برائعة عنوانها"أما آن للفارس أن يترجل؟ " (جريدة"العلم"23/ 10/ 1990 م، ص 10) يقول فيها:

أما آنَ للصقر المحلّق في العُلا على قمم الفردوس أن يترجَلا؟

مُطِلاًّ من الماضي بقامة فارس ومرهف سيف كان في اليد مِشعَلا

وفي هامة شمَّاء شَدَت حمامة تظلّل وجهًا أسمرًا قد تهلّلا ..

شددت إلى تمثاله ورأيت في ملامحه عزًّا ومجدًا تَمَثَّلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015