وفي سنة 1585 م اندلعت حرب أهلية بين نصارى أراغون القديمة الساكنين في الجبال الفقيرة ومسلميها القاطنين في سهول وادي أبرة الغنية، دامت ثلاث سنين، إلى سنة 1588 م. ساند المسلمين النبلاء الذين يعملون في أراضيهم، كما ساندهم الهوكونوت أهل بيارن الفرنسية وأميرهم (أصبح فيما بعد هانري الرابع ملك فرنسا).
وظلت الدولة الإسبانية في غياب تام عن هذه الأحداث، مما جعل أحد رهبان دير الروضة البندكتي يقول: "رغم أن هجمات الفرق المسلحة لمدة تسعة أشهر أدى إلى مقتل عدد كبير من الناس في هذه المملكة، لم يعاقب في سرقسطة إلا رجل واحد فقير لمخالفة قرار الطرد (من غرناطة)؛ فكم هي سيئة العدالة هنا". وقام النصارى عدة مرات بهجوم عام على القرى الإسلامية، ككودو وساستاكو وبينة وهم يصرخون "الكلاب المسلمون"، كلما وقعت أحداث ضد النصارى، كما حدث في غشت سنة 1586 م عند مصرع نصرانيين على يد مسلم من كودو، وفي أكتوبر سنة 1588 م عند مصرع 15 نصرانيًّا في مضيق الروميرة. وذهب ضحية هذه الأحداث عدد كبير من المسلمين.
تزعم المجاهد توريركو المقاومة الإسلامية في الحرب الأهلية بين المسلمين والنصارى في مملكة أراغون القديمة. فتابعته السلطات بعد انتهاء الحرب وقبضت عليه في يونيو عام 1591 م. وكتب مجلس أراغون بذلك كتابًا إلى الملك فليبي الثاني يبشره فيه بهذا الحدث الهام وينعت توريركو بأنه "شرير وسفاح ومسبب الصراع بين الجبليين (أي النصارى) والمورسكيين، وقد أتى به أحد البغالين (أي المسؤولين على النقل بين المدن) من البرتغال بأمر من ماركيز المنارة".
ورفض كثير من المسلمين، كما حدث في قشتالة، تحمل هذا الذل والهوان، فاختاروا الثورة المتواصلة في الجبال حيث يغيرون في عمليات فدائية على مصالح الكنيسة والدولة. وانتشر الفداء بين سنتي 1580 م و 1590 م، خاصة في مملكة بلنسية. ففي 1/ 10 / 1584 م قتل بعض المسلمين "سيدهم" بسكوندي شلبة. وفي 18/ 1 / 1585 م أعدم شنقًا في بلنسية ستة غرناطيين عقابًا لهم على أعمالهم الفدائية ضد النصارى. وقام المجاهد صليح وجماعته الفدائية بعمليات متعددة زرعت الرعب في كل أنحاء مملكة بلنسية. كما قام نائب الملك بمجهود عسكري كبير للقضاء على المقاومة المورسكية المسلحة في مملكة بلنسية. ففي 7/ 6 / 1586 م أصدر قانونًا يحدد عقوبات شديدة ضد أعضاء العصابات الفدائية، وأفراد عائلاتهم، حتى إذا لم