المقاومة والثبات، وفي نفس الوقت تجعل النصارى يعيشون في جو من الإرهاب، مما زاد العلاقات بين المجموعتين المتساكنتين سوءًا.
وكان لرجوع إسكندر كستيانو، أحد مسلمي بلدة كلاندة من ولاية طرويل (مملكة أراغون القديمة) أعظم الأثر في نفوس مسلمي أراغون.
كان كستيانو قد هاجر إلى تركيا ورجع إلى بلاده بأخبار انتصارات المسلمين على النصارى في كل مكان، وانهيار ممالكهم أمام الزحف الإسلامي. وجاء لهم بتنبؤات الخلاص على يد غلام سيولد بأطراف غير متناسقة وسيموت والده وعمره لا يزيد على خمسة شهور، ويصبح هذا الفتى قبل سن الثلاثين زعيمًا للمورسكيين يخلصهم من قهر النصارى وظلمهم، في حرب ينتصرون فيها عليهم.
ويكون الموضوع أحيانًا أكثر من إشاعة. ففي 23/ 1 / 1582 م قبضت محاكم التفتيش في بلدة كوديل بمملكة بلنسية، شمال شقورب، على مورسكي اسمه شمس الدين، أدى استنطاقه إلى اكتشاف شبكة اتصالات سرية بين المسلمين، مركزها أراغون، تربطها بقشتالة وببيارن في فرنسا وبشمال إفريقيا. وضبطت المحكمة مع شمس الدين رسائل مكتوبة باللغة العربية واللغة الأعجمية توضح دور المورسكيين المقيمين في الجزائر. أبحر شمس الدين في قرطاجنة واجتمع سرًّا مع زعماء المورسكيين في مرسية وفي شقورب.
وفي مارس سنة 1583 م اكتشفت محاكم تفتيش بلنسية مؤامرة أخرى اشترك فيها المورسكيون وأهل بيارن (فرنسا) البروتستانت.
زادت الدولة والكنيسة من اضطهادها للمسلمين أمام هذه الشائعات والحوادث.
فمنذ سنة 1575 م أمرت الدولة بنزع سلاح المورسكيين في مملكة أراغون خوفًا من تحالفهم مع المغاربة والهوكونوت، فجمعت منهم حوالي 11.000 بندقية. وقام النبلاء أنفسهم بنزع سلاح المورسكيين الذين يعملون عندهم. وكان هؤلاء السادة دائمًا يدافعون على خدامهم المسلمين، فرفض بعضهم، كدوق بلاهرموزا وكوندي آرندة ودوق فرانسيس دي آرينيو، التعاون مع الدولة في جمع السلاح. وأدى تجريد مورسكيي أراغون القديمة من السلاح إلى تركهم فريسة للمجرمين والمنتقمين والطامعين من النصارى.