مرغمين، واستمروا مسلمين مختفين، إلى أن "انبعث الإسلام بالأندلس "من جديد، فأظهروا ما كانوا يخفون. وتمثلت هذه الظاهرة الخارقة في ذلك المؤمن الأندلسي المجهول الذي شاهده الدكتور إسماعيل الخطيب يحضر صلاة العيد في غرناطة حاملاً حقيبته التي فيها ثوبه الذي كان يصلي به. واستمر المسلمون الأندلسيون يخفون إسلامهم خمسمائة عام إلى أن عادت الحرية الدينية لإسبانيا، واعترفت حكومتها بالدين الإسلامي، وبالقومية الأندلسية المتميزة التي جذورها الإسلام والعربية حسبما قرره بطلها في العصر الحديث الشهيد بلاس انفانتي، تغمده الله بواسع رحمته. فنؤكد أن التعرف على هؤلاء والتعريف بهم أمر شديد الأهمية لدرجة قصوى سواء من لا يزال منهم حيًّا لحد الآن، أو من أدركه أجله منذ "انبعاث الإسلام بالأندلس "، وكذلك كل من عرف أنه كان مسلمًا أيام "التقية ".
وقد تحدّث الدكتور علي الكتاني في الكتاب عن الشهيد أنفانتي - رحمه الله - حديثًا مستفيضًا، ومهمًّا جدًّا. وأخبرني أحد التطوانيين أنه كان يزور كثيرًا شمال المغرب، وكان له أصدقاء مغاربة. وذكر الكتاب أن خليل ابن أمية، - رحمه الله -، غامر بإعلان إسلامه في وقت لم يكن يجرؤ على ذلك أحد، وكان - رحمه الله - معروفًا بيننا بخليل ابن أمية، وكان صديقًا حميمًا لبطل الإسلام الخالد الأمير شكيب أرسلان - رحمه الله -، كما كان عضوًا في جمعية إسبانية أسستها الحركة الوطنية المغربية من الإسبان الذين يعطفون على الحركة الوطنية، ولعلها كانت تسمى "بيت المغرب ". كما تحدث الكتاب عن البطل الشهيد محمد ابن أمية (فرناندو دي بالور) الذي قاد الثورة الإسلامية العظمى في جبال البشرات.
وهل مَرَدّ عدم إعلان عدد أكبر من الأندلسيين إسلامهم يعود إلى أنهم ما زالوا لم يطمئنوا إلى هذا الإعلان، أو يخشون أن يحدث انقلاب جديد يلغي هذا الإعلان ويعود الوضع إلى ما كان عليه من قبل، خصوصًا والكتاب يتحدث عن أن الكنيسة تقيم الاحتفالات بذكريات احتلال المدن وما ارتكبته فيها بتلك المناسبات من مذابح وجرائم!؟ وفي السبعينات من القرن الميلادي الجاري عقد رهبان مسجد قرطبة (الكاتدرائية)، برئاسة مطران قرطبة، لقاء دعوا له مسلمين من المغرب والمشرق، وقالوا إنه حوار بين الإسلام والمسيحية، وإنهم نظموه من تلقاء أنفسهم لم يستشيروا فيه مع الفاتيكان! وقالوا إنهم يعترفون بأن محمدًا رسول الله حقًا وصدقًا، وإنه صادق