وقد سبق إلى أكثر مصنفاته؛ فمن ذلك: الغريب المصنف [1]، وهو من أجلّ كتبه فى اللغة، فانه احتذى فيه كتاب النّضر بن شميل المازنىّ الذى يسميه كتاب الصفات، وبدأ فيه بخلق الإنسان، ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل.

فذكر صنفا بعد صنف؛ حتى أتى على جميع ذلك. وهو أكبر من كتاب أبى عبيد وأجود.

ومنها كتابه فى الأمثال [2]، وقد سبقه إلى ذلك جميع البصريّين والكوفيّين، والأصمعىّ وأبو زيد وأبو عبيدة والنضر بن شميل والمفضّل الضبىّ وابن الأعرابىّ؛ إلا أنه جمع رواياتهم فى كتابه، وبوّبه أبوابا، وأحسن تأليفه.

وكتاب غريب الحديث [3] أوّل من عمله أبو عبيدة معمر [بن [4]] المثنى وقطرب والأخفش والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد. وعمل أبو عدنان النحوىّ البصرىّ كتابا فى غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد، وصنفه على أبواب السّنن والفقه، إلا أنه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد غاية ما فى كتبهم وفسّره وذكر الأسانيد، وصنّف المسند على حدته، وأحاديث كلّ رجل من الصحابة والتابعين على حدته، وأجاد تصنيفه، فرغب فيه أهل الحديث والفقه واللغة لاجتماع ما يحتاجون [إليه [4]] فيه.

وكذلك كتابه فى معانى القرآن؛ وذلك أن أوّل من صنّف فى ذلك من أهل اللّغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش. وصنف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015