من الكوفيين الكسائى ثم الفرّاء. فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيها بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء. وروى النصف منه، ومات قبل أن يسمع منه باقيه، وأكثره غير مروىّ [1] عنه.

وأما كتبه فى الفقه فإنه عمد إلى مذهب مالك والشافعى، فتقلّد أكثر ذلك وأتى بشواهده، وجمعه من حديثه ورواياته، واحتج فيها باللغة والنحو فحسّنها بذلك.

وله فى القراءات كتاب جيّد، ليس لأحد من الكوفيّين قبله مثله. وكتابه فى الأموال [2] من أحسن ما صنّف فى الفقه وأجوده.

قال أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمىّ النحوى: «كان طاهر [3].

الحسين حين مضى إلى خراسان نزل بمرو [4]، فطلب رجلا يحدّثه ليلة، فقيل: ما هاهنا إلا رجل مؤدّب، فأدخل عليه أبو عبيد القاسم بن سلّام، فوجد أعلم الناس بأيام الناس والنحو واللغة والفقه. فقال له: من الظلم تركك بهذا البلد، ودفع إليه ألف دينار وقال له: أنا متوجّه إلى خراسان إلى حرب، ولست أحب استصحابك شفقا عليك، فأنفق هذه إلى أن أعود إليك. فألّف أبو عبيد غريب المصنّف إلى أن عاد طاهر بن الحسين من خراسان، فحمله معه إلى سرّ من [5] رأى».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015