طلب أبو عبيد العلم وسمع الحديث، ودرّس الحديث والأدب، ونظر فى الفقه وأقام ببغداد مدّة. ثم ولى القضاء بطرسوس [1]، وخرج بعد ذلك إلى مكّة فسكنها حتى مات بها، رحمه الله.
ولد أبو عبيد بهراة، وكان [أبوه [2]] يتولّى الأزد، وكان ينزل فى بغداذ بدرب الرّيحان، وخرج إلى مكّة فى سنة أربع وعشرين ومائتين.
قال المرزبانىّ: «و [3] ممّن جمع صنوفا من العلم وصنّف الكتب فى كل فنّ من العلوم والأدب فأكثر وشهر أبو عبيد القاسم بن سلّام، وكان مؤدّبا لآل هرثمة [4]، وصار فى ناحية عبد الله بن طاهر، وكان ذا فضل ودين وستر ومذهب حسن روى عن أبى زيد الأنصارىّ وعن أبى عبيدة والأصمعىّ واليزيدى وغيرهم من البصريّين. وروى عن ابن الأعرابى وأبى زياد الكلابىّ وعن الأموىّ وأبى عمرو الشيبانىّ والكسائىّ والأحمر والفرّاء».
وروى الناس من كتبه المصنّفة بضعة وعشرين كتابا فى القرآن والفقه، وغريب الحديث والغريب المصنّف، والأمثال، ومعانى الشعر. وله كتب كثيرة لم ترو فى أصناف الفقه كله.
وكان إذا ألّف كتابا أهداه إلى عبد الله بن طاهر [5]، فيحمل إليه مالا جزيلا استحسانا لذلك. وكتبه مستحسنة مطلوبة فى كل بلد. والرواة عنه مشهورون ثقات ذوو ذكر ونبل.