في المحرم استقر قراجا شاد الشربخاناة دويداراً كبيراً عوضاً عن قجاجق بحكم موته فلم ينشب أن مات وهو متوجه صحبة العسكر بالصالحية في ثالث صفر، ودفن في جامعها ثم نقل بعد ذلك إلى القاهرة. قال العينتابي: كان فاسقاً قليل الخير وخلف موجوداً كثيراً احتاط عليه السلطان، وفيه أولم بكتمر جلق على عرس بنت الناصر وبنى بها ليلة الجمعة حادي عشره.
وفي ليلة الحادي والعشرين منه اجتمع رجلان من العوام بدمشق فشربا الخمر فاصبحا محروقين ولم يوجد بينهما نار ولا اثر حريق في غير بدنهما وبعض ثيابهما، وقد مات أحدهما وفي الآخر رمق، فأقبل الناس أفواجاً لرؤيتهما والاعتبار بحالهما، وفيه فشا الطاعون بطرابلس وحوران وبالس ودمشق، ووقع جراد بالرملة والساحل، وفيه توجه أحمد ابن أويس في عسكر بغداد إلى تبريز ليستولي عليها وقد سار صاحبها قرا يوسف إلى أرزنكان لقتال قرا يلك التركماني وكان بينهما عداوة، فبلغ ذلك قرا يوسف وأن أحمد ابن أويس اتفق مع شاه رخ بن تمرلنك وغيره على قرا يوسف، فرجع قرا يوسف عن محاربة قرا يلك، وتوجه إلى تبريز فجمع أحمد بن أويس عسكراً كثيراً فيهم ابن الشيخ إبراهيم الدربندي وأمراء البلاد، فاقتتلوا في يوم