خرج برقوق من الكرك، فلما انتصر برقوق جدّد له الخليفة الولاية بالسلطنة وأحسن إليه، واستمر على حاله إلى أن مات برقوق فقلد السلطنة لولده الناصر فرج، ومات في أيامه محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن الشهاب محمود بن سلمان بن فهد الحلبي الأصل الدمشقي شمس الدين بن شرف الدين ولد في شعبان سنة 734، وأحضر في الخامسة المنتقى من معجم ابن جميع علي البرزالي وأبي بكر بن قوام وشمس الدين ابن السراج والعلم سليمان المنشد بطريق الحجاز في سنة تسعً وثلاثين، وسمع في سنة ثلاث وأربعين من عبد الرحيم بن أبي اليسر والشرف عمر بن محمّد بن خواجا إمام ويعقوب بن يعقوب الحريري والعز محمّد بن عبد الله الفاروثي وغيرهم الأولين من مشيخة الفخر وحدث، وكان شكلاً حسناً كامل البنية مفرط السمن، ثم ضعف بعد الكائنة العظمى وتضعضع حاله بعد ما كان مثرياً، وكان كثير الانجماع عن الناس مكبّاً على الاشتغال بالعلم، درس بالبادرائية نيابة، وكان كثير من الناس يعتمد عليه لأمانته وعقله، مات في خامس عشري جمادى الأولى وله أربعٌ وسبعون سنة ونصف سنة، وكان أبوه موقع الدست بدمشق وقد ولي قبل ذلك كتابة السر.
محمّد بن الحسن الأسيوطي شمس الدين كان عالماً بالعربية حسن التعليم لها، انتفع به جماعة وكان يعلم بالأجرة وله في ذلك وقائع عجيبة تنبئ عن دناءة شديدة وشح مفرط، وكان منقطعاً إلى القاضي شمس الدين ابن الصاحب الموقع، ونبغ له ولده شمس الدين محمد لكن مات شابّاً قبله رحمهما الله تعالى.