وفيه أحدث بمكة قاضيان مالكي وحنفي، فالحنفي شهاب الدين أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد الهندي، والمالكي المحدّث تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي، وذلك بعناية السالمي، وكنت ممن ساعد الفاسي في ذلك.
وفي أوّلها وصل اللنك إلى سمرقند، واستقبله ملوك تلك البلاد وقدّموا له الهدايا، وأمر بعد قدومه بتزويج ولده شاه رخ، وعمل له عرساً عظيماً بلغ فيه المنتهى، وراعى وصية ابن عثمان في التتار فاستصحبهم معه في جملة العسكر إلى أن فرّقهم في البلاد ولم يجعل لهم رأساً فتمزّقوا، ثم عزم اللنك على الدخول إلى بلاد الخطا، فأمر أن يصنع له خمسمائة عجلة وتضبب بالحديد، وبرز في شهر رجب ورحل إلى تلك الجهة، فلما وصل إلى أترار فجأه الأمر الحق فوعك فاستمر في توعّكه أيّاما، ولم ينجع فيه الطب إلى أن قبض في سابع عشر شعبان، وحمل حينئذ إلى سمرقند.
وفيه في جمادى الأولى جهزت بنت تنم، وهي أخت الناصر لأمه إلى الشام، وتلقّاها زوجها نائب الشام شيخ، فدخلت في جمادى الآخرة فدخل بها وأولدها ومات عنها، وتزوجت بعده بعض الأمراء الصغار، وماتت في عصمته سنة ست وثلاثين.
وفي ثامن عشر من جمادى الآخرة صرف جلال الدين البلقيني من قضاء الشافعية، واستقرّ شمس الدين الأخنائي وهي الثالثة للأخنائي، ثم صرف الأخنائي في ثالث عشري ذي القعدة، واستقر جلال الدين وهي الرابعة له وصرف جمال الدين البساطي عن قضاء المالكية واستقر ولي الدين ابن خلدون في حادي عشر رجب، ثم صرف في أواخر ذي القعدة واستقر جمال الدين عبد الله بن مقداد الأقفهسي.
وفي أول يوم من المحرم وصل أبو العباس الحمصي دمشق على قضاء الشافعية بها.
وفي ربيع الأول صرف أبو العباس الحمصي عن قضاء دمشق وكان قبيح السيرة متجاهراً بأخذ الرشوة، وولي علاء الدين ابن أبي البقاء.
وفي صفر وصل عبد العزيز البغدادي من القدس فعقد له مجلس مع الباعوني فزعم