إلى الاستسقاء فاستسقوا في شهر رجب فخطب بهم في اليوم الثاني أبو زرعة ابن القاضي شرف الدين الأنصاري، ثم عادوا في الثالث فخطب بهم شمس الدين ابن الحدّاد الطوفي، فلما انصرفوا حصل مطر لكنه غير غزير لكنهم استبشروا به ثم جاء المطر بعد ذلك.

وفي هذه السنة نودي على الفلوس أن يتعامل بها بالميزان وذلك في شعبان وسعّرت كل رطل بستة دراهم وكانت فسدت إلى الغاية بحيث صار وزن الفلس ربع درهم بعد أن كان مثقالاً.

وفي يوم عيد النحر والعسكر خارج البلد أمر السالمي أن ينادى على الفلوس كل رطل بأربعة دراهم، فحصل للناس من ذلك تشويش عظيم وأكثروا الدعاء عليه، فبلغ ذلك السلطان فكاتب السالمي بالمنع من ذلك وأمر بإعادة الفلوس إلى ستة كل رطل، ثم أرسل السلطان بإمساك السالمي، فأمسك ليلة كبس السلطان بالسعيدية، ثم سجن بالإسكندرية في نصف ذي الحجة بعد أن سلّمه السلطان لجمال الدين فعوقب بالعصي بسبب أنه كاتب السلطان أنه حصل له ثلاثة آلاف دينار فطلبت منه، وفي سابع عشر ذي الحجة نقل إلى دمياط، ثم في تاسع عشر ذي الحجة بعد استقرار السلطان بمملكته وظهور ابن غراب أعيد أخوه فخر الدين إلى الوزارة ونظر الخاص.

وفي الرابع والعشرين من ذي الحجة استقر نوروز في نيابة الشام، ووصل شيخ وجكم وقرا يوسف إلى الشام في ثامن عشري ذي الحجة، واستقر بكتمر الجركسي في نيابة صفد، وسعد الدين بن غراب مشيراً، ولبس بزيّ الأمراء حينئذ، واستمر جمال الدين في الأستاداريّة.

وفي ذي الحجة هرب أحمد بن أويس من دمشق إلى جهة بلاده، وكان النائب قد أطلقه من السجن، فخشي أن ينكسروا فيقبض عليه فهرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015