عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان المخزومي البلبيسي ثم المصري الشافعي فخر الدين المقرئ الضرير إمام الجامع الأزهر تصدى للاشتغال بالقراءة فأتقن السبع وصار أمة وحده، وأخبرني أنه لما كان ببلبيس كان الجن يقرؤن عليه، وقرأ عليه خلق كثير، وكان صالحاً خيراً أقام بالجامع الأزهر يؤم فيه مدة طويلة، وقد حدث عنه خلق كثير في حياته، وانتفع به من لا يحصى عددهم في القراءة وانتهت إليه الرياسة في هذا الفن، وعاش ثمانين سنة، يقال مات في أول سنة خمس، وأرخه المقريزي والبغدادي في ثاني ذي القعدة سنة أربع وثمانمائة أخبرني محمّد بن علي بن ضرغام إجازة قال حدثني الشيخ فخر الدين عثمان المقرئ في سنة وأربعين أن بعض الجن أخبره أن الفناء يقع في مصر بعد سنة ويكون عامّاً في أكثر الناس، قال: وكنت عزمت على الحج فلم أرجع من مكة وأقمت بها مجاوراً إلى هذه الغاية ووقع الطاعون العام سنة تسع وأربعين كما قيل.

علي بن بهادر بن عبد الله الداوداري النائب بصفد علاء الدين كان جواداً ممدحاً عارفاً بالمباشرة ودارى عن صفد أيام تمرلنك حتى سلمت من النهب، ويقال إنه أحصى ما أنفقه في تلك الأيام فبلغ عشرة آلاف دينار وأكثر من ذلك، وكان ينفق على الواردين إليها من قبل الكائنة والهاربين إليه بعدها، واستقر بعد ذلك حاجباً بصفد فعمل عليه نائب صفد الآتي ذكره سودون الحمزاوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015