في كتاب البخاري تزندق، وعمل فيه محب الدين ابن الشحنة أبياتاً هجاه بها كان يزعم أن أنشدها له بلفظه موهماً أنها لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة، وقد أثنى عليه ابن حجي في علمه ولم يكن محموداً في مباشرته، مات في ربيع الآخر بالقاهرة وشغر منصب القضاء عن الحنفية بعده قليلاً إلى أن استقر أمين الدين الطرابلسي، قال العيني: كان يتصدق في كل يوم بخمسة وعشرين درهماً يصرف بها فلوساً ويعطيها للفقراء لا يخل بذلك، وكان عنده بعض شح وطمع وتغفيل وكان قد حصل بحلب مالاً كثيراً فنهب في اللنكية، قال: وكان ظريفاً ربع القامة، وقال: وهو أحد مشايخي قرأت عليه بحلب سنة ثمانين وقرأت بخط القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية في تاريخه أن الملطي هذا سمع من مغلطاي السيرة النبوية والدر المنظوم من كلام المعصوم، قال: وقرأتهما عليه بروايته عنه، قال: وأخذ عن جمال الدين ابن هشام وغيره، قال: وكان فاضلاً كثير الاشتغال والإشغال وله ثروة زائدة حصلها بحيلة العينة وقرره تغري بردى في التدريس بجامع حلب ثم ولي قضاء الديار المصرية ولما هجم اللنكية البلاد عقد مجلس بالقضاء والعلماء لمشاطرة الناس في اموالهم فقال الملطي: إن كنتم تعملون بالشوكة فالأمر لكم وأما نحن فلا نفتي بهذا ولا نحل أن يعمل، فوقف الحال وعدت من حسناته،