ودخل في هذا اليوم سودون قريب السلطان نائباً على الشام ونادى بالأمان ثم وصل تنم ومن معه في القيود في ليلة ثاني شعبان فحبسوا بالقلعة أيضاً، ثم وصل في ضحى النهار السلطان ومن معه فأمسك ابن الطبلاوي وصودر من كان من جهة تنم وهرب صلاح الدين تنكز.
وفي خامس شعبان خلع على سودون المذكور بنيابة الشام وعلى دمرداش بنيابة حلب وعلى دقماق بنيابة حماة وعلى الطنبغا العثماني بنيابة صفد وعلى شيخ المحمودي بنيابة طرابلس وهو الذي تسلطن بعد ذلك وتلقب بالمؤيد، واستقر شرف الدين مسعود في قضاء الشام عوضاً عن ابن الاخناي وكان قد استقر وكتب توقيعه في جمادى الأولى لما هرب من طرابلس إلى مصر فلم يقدر أنه يباشر ذلك بل سعى الأخناي إلى أن أعيد إلى وظيفته في يوم الخميس خامس شعبان وأعيد مسعود إلى قضاء طرابلس، واستقر تقي الدين عبد الله ابن الكفري في قضاء الحنفية عوضاً عن بدر الدين المقدسي وشمس الدين النابلسي في قضاء الحنابلة عوضاً عن شمس الدين ابن مفلح وعلاء الدين بن إبراهيم بن عدنان نقيب الأشراف في كتابة السر عوضاً عن ناصر الدين ابن أبي الطيب واستقر يشبك دويداراً كبيراً.
وفي ليلة رابع شعبان ذبح أيتمش وأتباعه ومنهم آقبغا اللكاش وجلبان الكمشبغاوي وأرغون شاه ويعقوب شاه وفارس وطيفور وأحمد ابن يلبغا وبيغوت، وأرسلت رأس أيتمش وفارس خاصة إلى القاهرة