الرملة إلى جهة غزة وركب السلطان من غزة إلى جهة الرملة، فالتقى العسكران بأم حسن من بريد واحد على غزة فلم يلبث العسكر الشامي أن انهزم، ومن أعظم أسباب ذلك مخامرة من خامر من الأجناد، فأمسك نائب الشام وأكثر الأمراء وهرب أيتمش وتغري بردى ويعقوب شاه وأرغون شاه وطيفور إلى الشام، فلما حصلوا بها وانضم إليهم عدد كثير ممن انهزم أولاً وثانياً وأرادوا التحصن بالقلعة وافى كتاب من نائب الشام إلى نائب غيبته بأن لا يمكنهم من ذلك، وكان السلطان لما أمسك نائب الشام في الوقعة أمره بكتابة هذا الكتاب بتدبير يشبك وطائفته، فوصل الكتاب إلى نائب الغيبة فقبض على الأمراء المذورين وقيدهم، وكان ذلك في سادس عشر رجب ونودي في البلد بالأمان والاطمئنان وأن السلطان انتصر وهو واصل إليكم، ثم توجه السلطان من الرملة بعد أن حصل بها قليل أذى لبعض أهلها بسبب ودائع كانت عندهم، وحصل للمصريين من أثقال المنهزمة ما لا يحيط به الوصف واستغنى الكثير منهم خصوصاً الأتباع والغلمان وأول من دخل دمشق من العسكر ناظر الخاص ابن غراب، دخلها في سلخ رجب ثم دخل جكم وهو رأس نوبة في أول يوم من شعبان فنقل الأمراء المقيدين إلى القلعة وأنصف الناس من المماليك ومنعهم من التعرض والنهب ومن النزول داخل البلد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015