وفي ليلة الجمعة ثامن شعبان عزم سعد الدين ابن غراب على علاء الدين الطبلاوي لحضور ختم في منزله بسبب مولود ولد له، فحضر هو وابن عمه ناصر الدين وجماعة من العيان، فأرسل ابن غراب بهاء الدين نقيب الجيش فأمسك ناصر الدين الوالي وهو أخو علاء الدين وابن عمه الخطيب وقريبهم ابن قرلها وجماعة من حواشيهم فقبض على الجميع، وفي أثناء ذلك حضر يعقوب شاه الخازندار إلى بيت ابن غراب فوجدهم قد أكلوا السماط فقبض على علاء الدين وهرب علاء الدين الحجازي ثم قبض عليه أيضاً، فلما كان يوم السبت اجتمع جمع كثير من العوام فطلعوا بالختمات والصناجق وسالوا السلطان في إطلاق ابن الطبلاوي، فأمر السلطان الوجاقية فضربوهم فتفرقوا وسلم ابن الطبلاوي ليلبغا المجنون فاستخلص منه أموالاً جمة منها في يوم واحد مائة وخمسون ألف دينار وأخرجت ذخائره على النحو الذي كان هو يدبره في أمر محمود سواء وقرر على كل واحد من مال المصادرة ما يناسبه، ثم لما كان سادس عشر شعبان سأل الحضور بين يدي السلطان فأحضر، فسال ان يشافه السلطان بكلام سر فقربه منه، فسأل ان يكون الكلام في أذنه فتخيل منه وأمر بإخراجه فلما خرج ضرب نفسه بسكين معه ضربتين ليقتل نفسه فكانتا سالمتين، فأعلم السلطان بذلك فخشي أن يكون أراد أن يضربه بالسكين فغضب وأمر الأستادار أن يعاقبه، فعاقبه بعد أن حلفه أنه لم يبق عنده شيء من المال، فاعترف لما عصر بذخيرة عنده فأخذت، وعزل أخوه من الولاية واستقر بهاء الدين رسلان وصودر أخوه على مائتي ألف درهم وبقية الحواشي على ثلاثمائة ألف درهم.

وفي شعبان صرف ابن البخانسي من الحسبة وأعيد بهاء الدين ابن البرجي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015