للقتال أمر عساكره يتقهقرون إلى خلف فظنوا أنهم انهزموا فتبعوهم، فاجتازت الفيلة على ذلك الشوك الكامن في الأرض فجفلت منه أعظم من جفل الخيل منها ورجعت القهقرى من ألم الحديد، فكانت أشد عليهم من عدوهم فإنها من حرارة الشوك ولت على أدبارها وهاجت حتى طحنت المقاتلة الرجالة والفرسان، فانهزموا بغير قتال؛ ثم توجه اللنكية بعد الهزيمة إلى حصار البلد.

وفي العشرين من ربيع الأول استقر جمال الدين يوسف بن موسى ابن محمد الملطي ثم الحلبي في قضاء الحنفية وكان المنصب نحو أربعة أشهر من حين مات شمس الدين الطرابلسي شاغراً، وكان قدومه في ثامن عشر ربيع الأول وخلع عليه في العشرين منه لكن كان السلطان أذن لنواب الطرابلسي أن يحكموا بعد مضي شهر من وفاته، وفي سابع عشر صفر الموافق لثالث عشر هاتور أمطرت السماء مطراً غزيراً توحلت منه الأرض ووكفت البيوت، وفي ثامن جمادى الأولى أمر علي باي تقدمة ألف وكذلك ببشبك الخازندار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015